حاصر مسلحون حوثيون، أمس، مقر قيادة القوات الجوية في العاصمة اليمنية صنعاء ومنعوا قائدها، اللواء طيار راشد، من دخول مكتبه. وفرقوا متظاهرين بالرصاص أمام جامعة صنعاء، مخلفين جرحى. وبمساعدة الشرطة، اعتقلوا تسعة من المتظاهرين ومصورين لقنوات تلفزيونية. واتهم الحوثيون المتظاهرين، على صفحات المواقع الاجتماعية، بـ”تخريب البلاد وأنهم عملاء لأمريكا”.وفي الجنوب، خرج دعاة الانفصال إلى الشارع بأعداد كبيرة، رافعين أعلام دولة الجنوب السابقة، قبل أن يوحدها عبد الله صالح بالحديد والنار.وتعود هذه التطورات إلى غياب سلطة مركزية، منذ زحف الحوثيين على مراكز القرار في صنعاء واستقالة رئيس المرحلة الانتقالية، عبد ربه الهادي منصور، الذي جاء وفق ترتيبات ورقة الطريق الخليجية. وفي المقابل، غيب البرلمان عن معاينة شغور المنصب في هرم السلطة، كونه يشكل المؤسسة الدستورية الوحيدة التي لها هامش من المبادرة. فقرر ذات البرلمان تأجيل الجلسة الفاصلة.وزاد الطين بلا وفاة العاهل السعودي وما يترتب عنها من هفوات، إذ تتجه الأنظار إلى المملكة السعودية وما يمكن أن يفعله الملك سلطان وابنه محمد الذي يقود وزارة الدفاع، خاصة وأن أحداث 2009 ما زالت تراود كل طرف، من الجهة الأخرى من الحدود.إضافة إلى ذلك، يرى الخليجيون أن يد عبد الله صالح ليست غريبة فيما يحدث في اليمن المجاورة، ذلك ربما ما يفسره غيابه عن مراسم تشييع جنازة الملك الراحل. بينما يغامر البعض من الوسطاء الخليجيين بإدراج ورقة صالح في المعادلة لتجاوز الأزمة.ومع ذلك، صرح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، أن المرجعية تبقي مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة. وكان بن عمر قد التقى بالرئيس المستقيل وممثلين عن الحوثيين، وسفراء كل من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا. بالموازاة، فتحت السعودية اتصالات مع الحوثيين، عبر وساطة عمانـــــــية، لتسوية الوضع.يشار إلى أن مؤتمر الحوار الوطني وضع خريطة طريق، أخرجت صالح من اللعبة السياسية، بتحويل اليمن إلى دولة اتحادية من ستة أقاليم، على مبدأ المناصفة بين الشمال والجنوب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات