توجّه موسى عليه السّلام تلقاء مدينة مدين، منطقة الأردن اليوم، وكان يقيم فيها النّبيّ شعيب عليه السّلام، ولم تكن هذه المنطقة داخلة تحت السلطان الفرعوني، ووصل موسى عليه السّلام بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر والصّعاب إلى أرض مدين.وعند وصوله إلى ذلك البلد قصد مكانًا يستقي النّاس منه، وصادف أن وجد في ذلك المكان فتاتين كانتَا تريدان سقاية أغنامهما والتّزوُّد بالماء، وكان الطلب على الماء شديدًا، والنّاس يتدافعون للحصول عليه، بيد أنّ تلك الفتاتين كانتَا تقفان جانبًا، تنتظران الوقت المناسب للتزوُّد بالماء، فتقدّم منهما موسى عليه السّلام، وسألهما عن شأنهما: فأخبرتاه أنّهُما ليس من عادتهما أن يطلبَا الماء حتّى ينصرف النّاس عنه، ويصبح الماء خاليًا من قاصديه، وأخبرتاه أيضًا أنّهما لا يَليق بهما مزاحمة الرِّجال على الماء، وليس عندهما مَن يقوم بهذه المهمّة بدلًا عنهما، وأنّ أباهما رجل كبير لا يقوَى على القيام بهذه المهمّة الشّاقة.وبعد أن سمع موسى عليه السّلام منهما هذه الإجابة سارع إلى معاونتهما، فسقَى لهما مواشيهما، ثمّ تنحّى جانبًا، ليَستظِلّ تحت شجرة تقيه حرّ الشّمس الحارقة، وأخذ يُناجي ربَّه طالبًا منه المَدَد والعون والتّوفيق والتّسديد، وكانت الإجابة سريعة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات