جنوب إفريقيا :تجديد الثقة في "الحزب" الحاكم

+ -

جدد سكان جنوب إفريقيا بكثافة ثقتهم بالمؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم عبر انتخابات تشريعية وإقليمية أجريت، أمس الأول، وهم ما زالوا يرون في حزب نلسون مانديلا الحركة المجيدة التي حررتهم من التمييز العنصري في 1994 على رغم عقدين من الإدارة المثيرة للجدل. وحتى ظهر اليوم، وبعد فرز كل بطاقات الاقتراع، أعطت النتيجة الموقتة المؤتمر الوطني الإفريقي أكثرية مطلقة بلغت 62.20%، متقدما بأشواط على الائتلاف الديموقراطي، والذي حصل على 22.20% والمناضلون من أجل الحرية الاقتصادية (اليسار الشعبوي) على 6.24%.واحتفظ المؤتمر الوطني الإفريقي بـ"8" من مناطق البلاد الـ9، لكنه خسر من جديد إقليم (الكاب) الغربي.ويرى المؤتمر الوطني الإفريقي، أن هذا النجاح سيعطيه من جديد أكثرية مطلقة في البرلمان الذي ستكون أولى مهامه في 21 مايو، إعادة انتخاب الرئيس جاكوب زوما لولاية جديدة من 5 سنوات.لكن النتيجة على الصعيد الوطني للائتلاف الديموقراطي الذي تنتمي زعيمته هيلين زيل، إلى البيض، تحمل على الاعتقاد أن الحزب وصل الى إلطبقات المتوسطة بمن فيهم السود. ويريد البعض أن يروا فيه بداية استقطاب ثنائي للحياة السياسية للسنوات المقبلة.من جانبه، نجح حزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية في دخول الحياة السياسية بإرساله 20 نائبا على الأرجح إلى البرلمان.وشدد الناخبون لدى خروجهم من مراكز التصويت، أمس الأول، وحتى الشبان منهم، على وفائهم التاريخي لـ "حزب النضال" ضد التمييز العنصري.من جانبه، قال الخبير السياسي موليتسي مبيكي- المعهد الجنوب إفريقي للمسائل الدولية- إن القسم الأكبر من الهيئة الناخبة للمؤتمر الوطني الإفريقي يتألف من المتقاعدين وربات المنازل والعاطلين عن العمل الذين يتكلون على المساعدة الاجتماعية من أجل أن يعيشوا.وأضاف مبيكي، شقيق ثابو مبيكي الذي أطاحه في 2008 فريق جاكوب زوما، "بالنسبة إلى هؤلاء الناس، سواء كان المؤتمر الوطني الإفريقي فاسدا أم لا، فهم يرونه الحزب الذي يؤمن لهم المساعدات وما يساعدهم على البقاء، والمؤتمر الوطني الإفريقي لن يتوقف عن تكرار القول لهم إنهم إذا ما صوتوا للائتلاف الديموقراطي فسيخسرون هذه المساعدات الاجتماعية.وأوضحت شيريل إفريكا مديرة دائرة الدراسات السياسية في جامعة الكاب الغربية، لماذا لم تجد المآخذ على المؤتمر الوطني الإفريقي صدى انتخابيا، مشيرة إلى أن الانتقادات الموجهة إلى المؤتمر الوطني عنيفة، لكن لا يتوافر بديل، لأن أي حزب آخر لم يفز بثقة الطبقات المحرومة، ولذلك إما تواصلوا التصويت للمؤتمر الوطني الإفريقي، وإما لن تذهبوا إلى التصويت، لكن لا تنتقلوا إلى حزب معارضة آخر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات