اتفق وزراء خارجية المغرب العربي، في أشغال الندوة 32 لمجلسهم المنعقد بالرباط، والذي قلصت فيه الجزائر تمثيلها إلى أدنى مستوى، على عقد قمة على مستوى رؤساء الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي في أكتوبر المقبل بتونس. في غضون ذلك، هاجم نائب رئيس حركة مجتمع السلم والوزير السابق، الهاشمي جعبوب، بشدة المغرب معتبرا أنه مطالب بالاعتذار للجزائر.أبدى وزير الشؤون الخارجية التونسي، منجي حامدي، أمس، بالرباط، استعداد بلده لاحتضان قمة رؤساء الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي في أكتوبر المقبل بتونس. ولقي اقتراح تونس احتضان القمة ترحيبا بالإجماع من قبل المشاركين في أشغال الدورة الـ32 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي المنعقدة بالعاصمة المغربية.وفي كلمته بالمناسبة، قال الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، عبد الحميد سنوسي بريكسي، الذي يقود الوفد الجزائري في أشغال هذه الدورة، إن الدول الأعضاء “مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتوحيد الجهود من أجل تهيئة الظروف المواتية وتوفير الأجواء الملائمة في أفق عقد القمة المغاربية السابعة”. وأشار إلى أن انعقاد هذه القمة سيشكل “دون أدنى شك انطلاقة فعلية لإعادة إحياء الاتحاد وتفعيل مؤسساته وإضفاء الطابع التنفيذي على كافة القرارات المغاربية”. من جهته، دعا صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أمس، بالرباط، إلى توطيد التعاون وترسيخ الحوار بين دول اتحاد المغرب العربي من أجل تجاوز ما يسميه حالة الانغلاق والركود، في وقت حمل نائب رئيس حركة مجتمع السلم والوزير السابق، الهاشمي جعبوب، في تصريح خص به “الخبر”، المغرب مسؤولية تدهور علاقاته مع الجزائر. وأيد المسؤول في الحركة الإسلامية المعارضة الموقف الجزائري بتقليص تمثليه في مجلس وزراء خارجية المغرب العربي المنعقد بالرباط.وذكر جعبوب أن الجزائر كانت لها “إرادة حقيقية لفتح العلاقات على أساس الأخوة والجوار”. وأضاف: “هناك قضية لا يعرفها الرأي العام، ففي سنة 2007 كان مقررا أن يقوم رئيس الحكومة الجزائري بزيارة على رأس وفد مهم جدا للمغرب، وقمنا بتحضير وزاري مكثف للزيارة”. وتابع يقول: “كان عندنا في تلك الفترة تمثيل قوي جدا في شخص العربي بلخير كسفير للجزائر في الرباط، وهذه إشارة قوية جدا لمدى حرص الطرف الجزائري على التطبيع”. لكن المفاجأة المرة التي وقعنا فيها، يضيف، “أننا بعد أن حضرنا الزيارة التي كان مقررا أن تعد لجنة مشتركة تذيب كل المشاكل بيننا، فوجئنا قبلها بيوم بتصريح قبيح جدا لوزير خارجية المغرب من مدريد، يقول فيه إن زيارة رئيس الحكومة الجزائرية غير مرحب بها”.وأوضح جعبوب أن “الأصل أن يطلب منا تأجيل الزيارة إن كانت هناك عوائق. أما أن يستدرجنا ونحضر الزيارة بوفد قوي ثم يهيننا بهذه الطريقة فهذه لا تغتفر”. ثم قال: “مازال مطلوبا منهم التكفير عن الذنب بحق دولة الجزائر، وتقليص التمثيل إلى أدنى مستوى هو أدنى ما يمكن أن نقوم به”. وقال جعبوب إن “منانا ومبتغانا أن نقيم مغربا عربيا قويا وسوق مغاربية، إلا أن العيب فيهم وليس فينا”. وأضاف: “الصحراء الغربية قضية مبدئية من تراجع عنها فقد خان شهداء الثورة ومبادئ البلاد، أما الحدود فهم من تسبب في غلقها ثم يقومون بالتباكي في المنظمات الدولية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات