الدكتور نصر الدين لعياضي يطرح أسئلة الراهن

38serv

+ -

 صدر للدكتور نصر الدين لعياضي كتاب بعنوان “الاتصال والإعلام والثقافة: عتبات التأويل” ضمن سلسلة كتاب الرافد بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. وتطرق فيه إلى جملة من الإشكاليات والقضايا المعاصرة التي أفرزها تطور قطاع الإعلام والاتصال. وأثارت ومازالت تثير الكثير من الجدل، مثل: المسكوت عنه في التطور التكنولوجي للتلفزيون، وكيف نفكر في مستقبل الإذاعة؟ والضرورات القاضية بضبط البث التلفزيوني وشروطه، والتماثل والامتثال في برامج المنوعات في القنوات التلفزيونية العربية، وما تذروه التكنولوجيا من خصوصيتنا. وهل سيظل الإعلام البديل بديلا؟ والصحافة وسنواتها العجاف، والصداقة اللدودة التي تربط الصحافة بغوغل، والمخفي في قرصنة الكتاب، وتذويب الثقافة في اللعب، ورهانة الثقافة المجانية، والإعلام والتراث.ويذهب الكاتب إلى ما ذهب إليه الناقد الأدبي الأمريكي “واين كليسون بوث” الذي يرى أن الكتابة تناص مع نصوص سابقة سواء كان هذا التناص حاضرا عن وعي ومقصودا في حد ذاته أو دون قصد. ويعتقد أن هذا الأمر ينطبق أكثر على الكتابة في مجال علوم الإعلام والاتصال. فرغم التطور السريع في تكنولوجيا الاتصال والصياغات المستأنفة للتشكيلات الاجتماعية والثقافية في المنطقة العربية والعالم في علاقاتها بالميديا سواء كانت قديمة أو جديدة، إلا أن الكتابة عنها مازالت تستلهم من نصوص أنهى الزمن مدة “صلاحيتها”. وهكذا غدت الكتابة عن وسائل الإعلام وجمهورها ووسائط الاتصال الجديدة ومستخدميها، والمضامين الثقافية والإعلامية المختلفة واقتصاديات الإعلام وتشريعاته، مجالا لهيمنة النصوص القديمة.وإن كان الكتاب سعى إلى استقصاء الجديد في المواضيع المطروحة أعلاه، إلا أن الطموح حذا به إلى الوقوف عند عتبة تأويله. وهنا تكمن تعددية الرؤية لواقع حوامل الاتصال والإعلام والثقافة ووسائطهم، ويتجلى الاختلاف. لذا لا يروم هذا الكتاب تحقيق الإجماع في الرأي حول قضايا الإعلام والاتصال، بل يسعى إلى إثارة النقاش الذي يذكرنا بما جرى على لسان الفيلسوف الفرنسي “إدغار موران” الذي أكد أن فكرة الحقيقة هي أكبر مصدر للخطأ الذي يمكن أن نرتكبه. الخطأ الأساسي المتمثل في احتكار الحقيقة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات