بعد يوم دام أسفر عن سقوط 23 قتيلا وعشرات المصابين في صفوف المتظاهرين وقوات الأمن، عقب المظاهرات التي خرجت في مناطق متفرقة بالقاهرة وعدد من المحافظات المصرية، تزامنا والذكرى السنوية الرابعة لذكرى ثورة الـ25 جانفي، عاد الهدوء، أمس، إلى الشارع المصري وتم فتح الميادين الكبرى والشوارع الرئيسية لتسهيل حركة المرور، بينما تم الإبقاء على الأسلاك الشائكة وعشرات الدبابات التي انتشرت حول أطراف الشوارع والميادين المصرية والمنشآت الحيوية، لاستتباب الأمن وتحسبا لأي مظاهرات أو أعمال تخريبية مفاجئة.أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية، أمس، في بيان لها وصل ”الخبر” نسخة منه، أن 23 قتيلا و97 مصابا هي حصيلة الاشتباكات التي وقعت، أمس الأحد، بين قوات الأمن والمتظاهرين بمختلف المحافظات، خلال أحداث الذكرى الرابعة لثورة 25 جانفي، بينما تحدثت تقارير صحفية عن وصول عدد القتلى إلى 26 شخصا. وبالرغم من الهدوء الذي خيّم على القاهرة وباقي المحافظات، فإن الأماكن التي شهدت اشتباكات بين المتظاهرين من الإخوان وعناصر الأمن، باتت كالقنبلة الموقوتة، حيث تمكّن خبراء المفرقعات من إبطال مفعول عبوتين ناسفتين بمنطقة المطرية بالقاهرة، وأخرى أمام قصر الاتحادية الرئاسي، ورابعة وسط مدينة العريش بشمال سيناء، وخمس عبوات ناسفة أخرى أمام إحدى الكنائس بمحافظة الفيوم، وأصيب مجنّد في هجوم مسلح على مركز شرطة بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، وألقت قوات الأمن القبض على 3 أشخاص للاشتباه بانتمائهم لعناصر تكفيرية في العريش. وبينما قامت السلطات المصرية بإزالة آثار اشتباكات أمس الأول، التي اندلعت بين المتظاهرين المؤيدين للإخوان وقوات الأمن، واصل عناصر من تحالف دعم الشرعية مظاهراتهم على مستوى أماكن أخرى، ودائما في شوارع جانبية هربا من قوات الأمن التي اعتقلت في المظاهرات الأخيرة ما يقرب من 500 شخص. وأكد التحالف في بيان له أن تحركاته في الشوارع ستبقى تنادي بإسقاط السيسي واستعادة ثورة يناير وإقرار مطالبها. وأضاف ”إن ما نراه في شوارع مصر الغاضبة لا يملك أحد أن يوقفه، والتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب يعلن وقوفه في قلب كل غضب، وفق إطار الموجة الثورية التي لن تتراجع قيد أنملة عن طريقها في إزاحة العسكر والفقر والظلم من دولة كل المصريين”.وفي السياق، قالت هدى عبد المنعم، رئيس التحالف الثوري لنساء مصر، إن خروج المتظاهرين في ذكرى ثورة يناير بداية لحراك ثوري بنكهة جديدة، وكشفت أن التحالف يحضر لمظاهرات مماثلة يوم غد، تزامنا وذكرى جمعة الغضب، وأضافت في حديث مع ”الخبر”، ”لقد قتل في مظاهرات الأحد 26 شهيدا، ونسمي جهاد الثواروالأحرار، خاصة في المناطق الحيوية بالمطرية وبني سويف والإسكندرية، بداية لحراك ثوري بنكهة جديدة لحين إسقاط الانقلاب، وقد انضمت إلينا إيديولوجيات كثيرة ضيقا من الحالة الاقتصادية وما آلت إليه البلاد من سقوط في كافة المستويات، وقد شارك في المظاهرات التي دعينا لها أعداد كبيرة من الرجال والشباب والنساء والأطفال، مسلمين ومسيحيين، وهذا دليل على أن روح الثورة تملأ نفوس الشعب، على الرغم من التعامل السيئ جدا من رجال الشرطة، مما يكشف رعبهم من المظاهرات وعودة الاصطفاف الجماهيري، وما حصل يوم الأحد نقطة في بحر، ونحن مستمرون في الحراك إلى غاية سقوط الانقلاب، مرورا بذكرى جمعة الغضب”.وفي تعليقها على قرار إطلاق سراح علاء وجمال، نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك، ترى محدثتنا أن نظام السيسي جاء لخدمة فلول مبارك، ”لقد استفز خروج ابنا مبارك كافة الجماهير من الشعب المصري، في ظل الحديث عن احتفال مؤيديهم بعودتهم للقصور، وهذا كان بمثابة حافز للخروج إلى الشارع، وبالتالي ندين هذا القرار بينما يتم الإبقاء على الرئيس محمد مرسي المخطوف والفريق الرئاسي في الحبس”.وعلى النحو ذاته، أفاد وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، أن أنصار جماعة الإخوان تعمدوا استهداف المنشآت العامة والخدمية وأبراج الكهرباء لإثارة المواطنين ضد الحكومة خلال أحداث الذكرى الرابعة لثورة 25 جانفي، وقال إن تنظيم الإخوان أطلق دعوات للعنف لتعكير صفو الاحتفال بذكرى الثورة، وأنهم تمكنوا من ضبط 99% من الذين ارتكبوا أعمال إرهابية، عن طريق إلقاء العبوات الناسفة، وأوضح أن عددا من الموقوفين اعتقلوا متلبسين ومدججين بالسلاح.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات