ما حكم ما يفعله بعض الرُّقاة في لمس النّاس وخصوصًا وضع اليد على على رأس المرأة الأجنبية على موضع الألَم وغير ذلك، هل هذا الفعل يجوز؟ وهل وَرَد فيه نصٌّ شرعي؟

+ -

 الرّقية الشّرعية لها شروط وآداب، ولابدّ أن تكون بكلام الله والأدعية الثابتة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أمّا ما عَدَا ذلك من مظاهر الشّعوذة وتمتمات المشعوذين وغيره ممّا لم يثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولا عن صحابته فهو باطل. ومن المُدهش والمؤسف حقًّا أن نسمع اليوم عن محلاّت للرّقية وكأنّها محلاّت تجارية تُعرَض فيها الخدمات مقابل أيّ عوض، وأصبح التّنافس واضحًا بين تلك المحلاّت في استقطاب الزّبائن، وما الوقائع الّتي تحدث بسبب انعدام العلم بالمنهج النّبويّ الصّحيح إلاّ دليل قاطع على ضلال كثير من هؤلاء الرّقاة الّذين يتلذّذون بتضييع أوقات الناس وتعذيب وأكل أموالهم بغير حقٍّ.ومن بين تلك المظاهر المخالفة للشّرع لمسُ المرأة الأجنبية، فهو أمر محرَّم يؤدّي إلى الفاحشة والرّذيلة، وقاعدة الشّرع المطهَّر تحريم كلّ الوسائل المفضية إلى الحرام والرّذيلة سدًّا للذّريعة، ومن ذلك لمس المرأة الأجنبية، ودليل ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها أنّ النّساء لمّا بَايَعْن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما لمست يدُه الشّريفة يدَ واحدةٍ منهنّ “ما بايَعهنّ إلاّ بالكلام”، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّي لا أُصافح النّساء”، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: “لأنْ يُطْعَنَ أحدُكم بمِخْيَطٍ من حديد خيرٌ له من أن يَمَسَّ امرأة لا تَحِلُّ له”. والله الهادي إلى سواء السّبيل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات