استنفرت عودة التصعيد الإرهابي في شمال مالي واختطاف تنظيم “بوكو حرام” عشرات الفتيات في نيجيريا واحتجازهن منذ شهر أفريل الفارط، أجهزة المخابرات والأمن لمنطقة الساحل وغرب إفريقيا، الذين قرروا الاجتماع يوم 19 ماي الجاري بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، لتدعيم التنسيق والقدرات في مجال المعلومات والاستخبارات لمواجهة تنظيمي القاعدة و«بوكو حرام”.يعقد رؤساء الاستخبارات والأمن لإحدى عشرة دولة، منها الجزائر، لما يعرف بالدول الأعضاء في مسار نواكشوط، اجتماعا يومي 19 و20 ماي بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، لبحث الوضع الأمني في منطقة الساحل الصحراوي. وحسب بيان أصدرته بعثة الاتحاد الإفريقي في مالي والساحل “ميساحل”، فإن هذا الاجتماع سيسمح لرؤساء الاستخبارات والأمن بتبادل المعلومات حول الوضع الأمني في الساحل واقتراح الحلول الكفيلة بتوحيد الجهود في مواجهة التحديات فيما يتعلق بالسلم والأمن”.يبحث رؤساء الاستخبارات والأمن، في جلسة خلال الاجتماع، لتدعيم القدرات في مجال الاستخبارات والأمن، مثلما ورد في نفس البيان الذي قال إن الاجتماع يعد “فرصة لتقييم مدى تطبيق التوصيات العملية التي تم تبنيها في نيامي بالنيجر في فبراير الماضي. كما سيناقش مسؤولو الأمن والاستخبارات “الوضع في نيجيريا للمساهمة في إيجاد حل دائم يضع حدا لتهديدات جماعة “بوكو حرام” المسلحة على السلم والاستقرار في هذا البلد ومنطقة الساحل على وجه العموم، وهو رد على ما قام به التنظيم من اختطاف عشرات الفتيات النيجيريات كرهائن ومطالبته بإطلاق سراح عناصره المسجونة، وهي القضية التي أثارت حالة استنفار عسكري في كبرى العواصم الدولية. ويضم مسار نواكشوط 11 بلدا هي الجزائر، بوركينا فاسو، كوت ديفوار، غينيا، ليبيا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، السينغال، تشاد. وبالإضافة إلى الدول الأعضاء، يضم مسار نواكشوط المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب الكائن مقره بالجزائر، ولجنة الخدمات والأمن والاستخبارات في إفريقيا، إلى جانب مجموعات إقليمية وشبه إقليمية، كالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” وتجمع الساحل الصحراء “س - ص«.ويهدف مسار نواكشوط، المنشأ من طرف مفوضية الاتحاد الإفريقي في 17 مارس 2013، إلى تسهيل دعم التعاون في مجال الأمن والاستخبارات بين دول منطقة الساحل.يأتي هذا في وقت أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أول أمس، بنواكشوط، أن زيارته إلى بلدان الساحل تهدف بشكل خاص الى تنسيق مواقف ورؤى تلك البلدان التي تتقاسم معها الجزائر نفس الأهداف، بغية إنشاء منطقة مستقرة ومتجانسة ومتكاملة. وأوضح السيد لعمامرة، عقب المقابلة التي خصه بها الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، أن الجزائر تعمل مع بلدان المنطقة من أجل إنشاء منطقة مستقرة ومتكاملة ومتجانسة”، مشيرا إلى أن زيارته ترمي إلى اتخاذ الإجراءات “الملموسة” و«العملية” لتعزيز التعاون السياسي والأمني والعسكري، في إطار مسار نواكشوط. كما أبرز أن تعزيز التعاون الاقتصادي بين بلدان الساحل سيسمح بإيجاد حل للأسباب التي تدفع فئة الشباب إلى ارتكاب أعمال تعيق “ما نأمله نحن مثل الاستقرار والديمقراطية والتنمية في المنطقة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات