خطفت الممثلة والمنتجة المكسيكية من اصل لبناني، سلمى حايك، الأضواء في مهرجان كان، السبت، مع عرض اجزاء من فيلم التحريك "النبي"، المقتبس عن رواية الكاتب اللبناني الراحل، جبران خليل جبران، ومع المشاركة في حركة تضامنية مع الفتيات المحتجزات في نيجيريا لدى حركة بوكو حرام الاسلامية المتشددة. وارتقت سلمى حايك سلم المهرجان مرتدية ثوبا طويلا بلون الفوشيا، واثارت قضية الفتيات المختطفات في نيجيريا حين حملت، وهي تلتقط الصور على السجادة الحمراء لافتة كتب عليها "أعيدوا لنا بناتنا"، تضامنا مع الحملة الدولية المطالبة بالافراج عن الفتيات. بعد ذلك، قدمت سلمى حايك أجزاء من فيلم "النبي" المقتبس عن رواية جبران خليل جبران، وهو فيلم تحريك يشارك في إنجازه عشرة مخرجين من العالم، بينهم من إيران مرجان ستربي، ومن الإمارات محمد حريب، ومن فرنسا جان سفار، ومن بريطانيا توم مور وبيل كلينتون، ومن الولايات المتحدة المخرجة ليزا أزيوليوس. وكان معظم هؤلاء المخرجين حاضرا خلال تقديم مقاطع من الفيلم الذي ما زال قيد العمل، وهو من انتاج سلمى حايك بدعم من قطر ودول أخرى. ويشارك في وضع الأصوات على الشخصيات التحريكية ممثلون كبار من بينهم سلمى حايك وليا نيسون الذي يؤدي صوت النبي في الفيلم فضلا عن الفريد مولينا، وجان كازينسكي، وفرانكلين ييلا. وخلال التقديم عرفت سلمى حايك بالمشروع وصححت للمندوب العام للمهرجان تييري فريمو حين عرف عنها بأنها مكسيكية بالقول "انا لبنانية أيضا وفخورة بكوني امرأة تنتمي أيضا إلى البلدان العربية"، مضيفة "حين تيسرت لي إمكانية إنتاج هذا الفيلم، كان ذلك بالنسبة لي مناسبة لأوجه رسالة حب إلى جزء من الارث الذي احمله". وأهدت الممثلة الفيلم الى جدها كما إلى ابنتها الحاضرة في القاعة، وقالت عنه "فقدته للأسف وأنا في السادسة فقط، لكني طالما رأيت هذا الكتاب الصغير بجانب سريره وأتذكر غلافه بشكل واضح تماما رغم اني كنت ما ازال صغيرة". واضافت "وقتها لم أكن بالغة ولم يكن شيء يربطني بالفلسفة، لكني وبعد سنوات، حين بلغت الثامنة عشرة ربما، بحثت ثانية عن الكتاب، وصار مثل جدي، يعلمني الكثير حول الحياة". وشرحت سلمى حايك أن "كل مخرج سينجز فصلا من فصول الكتاب، بينما سيعمل مخرج آخر على جعل جميع الفصول التي أنجزها مخرجون مختلفون تبدو وكأنها فيلم واحد". وعبرت سلمى حايك عن رغبتها بنقل مضمون الكتاب لابنتها عبر الفيلم التحريكي "آمل أنها حين تكبر قليلا ستقرأ أفكارا حول الحياة كما كان حالي مع جدي من خلال جبران وشعره. أردت من خلال الفيلم التعبير عن حس الطيبة والبراءة بعيدا عن الجانب الجدي والقاتم. أردت جعل الفيلم يتكلم عن الحياة بعيننا حين كنا أطفالا". وكان الموسيقي اللبناني غابرييل يارد، المكلف بوضع موسيقى الفيلم، حاضرا في الحفل، وبدت سلمى حايك فخورة بتقديمه كلبناني "حائز على الأوسكار أيضا". وخلال الحفل قرأت جولي غاييه نصا من الكتاب حول الموت، كما قرأ جيرار دوبارديو نصا من أشهر نصوص الكتاب "أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم لكنهم ليسوا منكم، ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكا لكم".
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات