على خُطى واشنطن ولندن، لم يخرج لقاء وفد "الإئتلاف الوطني لقوى المُعارضة والثورة السوريّة" برئاسة أحمد الجربا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه بعد ظهر أمس، سوى بدعم معنوي تمثّل في تقديم فرنسا مبنى جديداً للبعثة الدبلوماسيّة التابعة للإئتلاف في باريس.على رغم الموقف اللافت لوزير الخارجيّة الفرنسيّة لوران فابيوس الأخير، الذي انتقد فيه تراجُع الولايات المتّحدة الأميركيّة عن شنّ عمل عسكري ضدّ النظام السوري"، لم تذهب باريس بعيداً من المسار الأميركي للأزمة السوريّة، وقد فهم وَفد الإئتلاف في الأليزيه أمس، أنّ فرنسا لا تستطيع اتّخاذ قرار أحادي في شأن تسليح المُعارضة السوريّة بأسلحة مُتطوِّرة، تحديداً تلكَ المُضادّة للطائرات والدروع.وأكّد أحد أعضاء الوفد المُرافق للجربا لـ"الجمهورية"، أنّ وفد الإئتلاف حَضَر إلى باريس تلبيةً لدعوة من هولاند، وطالب بتزويد المُعارضة أسلحة نوعيّة، لكنّه أكّد أنّ اللقاء مع هولاند لم يُغيِّر المُعادلة القائمة على قاعدة عدم تجاوز خطوط واشنطن الحُمر في شأن السلاح النوعي. وأشار إلى أنّ "هذا الواقع بات مُكرّساً، وأنّ لندن سارت هي أيضاً على خطى واشنطن بالإبتعاد عَن مسألة التسليح، والتزمت فقط رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي".وقال المصدر إنَّ "باريس مُستعدّة دائماً للمساهمة في تغيير المُعادلة العسكريّة على الأرض، وهي تُفكِّر في الحَلّ العسكري، لكنّها في الوقت نفسه لا تستطيع تحمُّل مسؤوليّة إختراق الخطّ الأحمر الأميركي". وكشف المصدر أنَّ السلاح المطلوب "موجود وجاهز"، ولمّحَ إلى أنَّ "كميةً لا بأس بها موجودة فعلاً في مخازن إحدى الدول الحدوديَّة مع سوريا، لكنَّ المشكلة محصورة فقط في إشارة تأتي من واشنطن".وبعدَ أسبوع على لقاءات الجربا في واشنطن، أوضحت أوساط الإئتلاف التي شاركت في الزيارة لـ"الجمهورية"، أنَّ "الإدارة الأميركيّة أبلغت الوفد، ردّاً على مطالبته بالتسليح، أنَّ وضع المُعارضة السوريّة غير واضح المعالم، والجيش الحُرّ في تراجع مُستمرّ لمصلحة المجموعات المُسلّحة الأُخرى".ويبدو أنَّ التطمينات التي حملها الجربا إلى البيت الأبيض، وتأكيده عدم وقوعها في "الأيدي الخطأ"، لم تلقَ تجاوب الأميركيّين. لكنَّ الإدارة الأميركيَّة، وفقَ ما يؤكِّد المصدر، طمأنت وفد الإئتلاف إلى أنّها "لن تسمح بهزيمة المعارضة السوريّة، وبالتالي لن تسمح بتحقيق الرئيس بشار الأسد إنتصاراً عسكريّاً".يُشار إلى أنَّ المبنى الذي منحته باريس للإئتلاف، هو غير المبنى القديم للسفارة السوريّة. يذكر أنّ للإئتلاف سفيراً في باريس هو الدكتور منذر ماخوس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات