قال اللّه سبحانه وتعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}.كيف إنَ هذه الشَّمس عظيمة، وهذا النّهار وهذا اللّيل، وهذا القمر؛ نَفْسُكَ الّتي بين جَنْبَيْكَ لها جِبِلَّة عظيمة، ولها خصائص، فكما أنَّ لِهذا الجسم خصائص فلِهذه النَّفْس خصائص، والإنسان حينما يكْشِفُ خصائص نفْسِهِ يسْعُد مع ربِّه، وأحَدُ أكبرُ هذه الخصائص؛ {ألْهَمَها فُجورها وتقْواها}، وأحدُ أكبر هذه الخصائص {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} فكيف سَوَّاها؟الإنسان مَبْدَئِيًّا لو لم يَصِلْهُ الشَّرْع ولم يتلَقَّ العِلْم، ولم يجْلِس مجْلِسَ عِلْم، ولم لم يقرأ كتاب، ولو لم يستمِع إلى خطاب، لو أصْغى إلى فطْرَتِه لعرَفَ أنَّه إن كان على صواب أو خطأ! لأنَّ هذه النَّفْس من خصائصها أنَّك إذا انْحَرَفْتَ عن المبادئ الّتي جُبِلْتَ عليها تَشْعُرُ بِضيقٍ!فالإنسان المؤمن إذا ارْتَقَتْ نفْسُهُ، وأصْبَحَ على حساسِيَّةٍ مُرْهَفَةٍ بحيث لو أخْطأ لَشَعَرَ أنَّهُ أخْطأ، فكيف أنّ الإنسان إذا جاع يشْعر أنَّه قد جاع، فلا حاجة لأحَدٍ أن يُعْلِمَه، أمّا الوَقودُ إذا انتهى فهُناك مُؤَشِّر، لو لم ينْتَبِه إلى المُؤِّشر تقْطَعُهُ، وكذا للحرارة مُؤَشِّر، فلو كان مع حديث شَيِّق وارْتَفَعت حرارة المُحَرِّك ولم ينْتَبِه له يحْتَرِقُ المُحَرِّك!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات