شخص يقول إنّ له صديقًا يشرب الخمر، فكيف ينصحه دون أن يكرهه؟

+ -

 إنّ ذِكر الحكم الشّرعي لشرب الخمر لصديقك واجب عليك نحوه، وهو النّصيحة، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “الدِّين النّصيحة، قلنا: لمَن يا رسول اللّه؟ قال: للّه ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامّتهم”، ولا يهمّك أن يكرهك بعدها أم لا، لأنّك إن نصحته مُخلصًا للّه واستَمع لنصيحتك وتاب تكون قد أنقَذتَه من النّار، وأنّى له أن يكرهك حينها؟!إنّ شرب الخمر محرّم في شريعتنا الإسلامية، لأنّه سبب في غياب العقل مناط التّكليف، ومَن غاب عقله ضيَّع دينَه ونفسَه وأهلَه، قال اللّه تعالى: {يا أيُّها الّذين أمنوا إنّما الخمرُ والميسرُ والأنصاب والأزلام رِجسٌ من عمل الشّيطان فاجتنبوه لعلّكم تُفلحون، إنّما يُريد الشّيطان أن يُوقِع بينَكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدَّكم عن ذِكر اللّه وعن الصّلاة فهل أنتُم مُنتَهون}.وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “كلّ مسكر حرام” رواه مسلم. كما سمّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الخمر بأمّ الخبائث لأنّها تجرّ صاحبها إلى أخبث الأعمال وأخبث الأماكن عياذًا باللّه.ولعَن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الخمر عشرًا: عاصرَها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وشاربها، وساقيها، وبائعها ومشتريها.واللّعنة هي الطّرد من رحمة اللّه، يَستحقُّها كلّ مَن له علاقة بإيصال الخمر إلى شاربه من قريب أو من بعيد، قال اللّه تعالى: {وَتعاوَنوا على البِرِّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعُدوان}.أمّا كرهه فلا يجوز لأنّنا أُمرنا أن نكره المعصية ولا نكره العاصي، وندعو له بالتّوبة والإقلاع عن المعصية عن ظهر الغيب، ونتمنّى له الخير العاجل وهو إقلاعه وتوبته. واللّه أعلَم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات