حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم، من "تسرع" الولايات المتحدة في خوض حروب خارجية، ودافع بشدة عن سياسته الخارجية من سوريا إلى أوكرانيا في وجه من يتهمونه بعدم تبني ما يكفي من الحزم. ووعد أوباما، بزيادة دعمه للمعارضة السورية والوقوف في وجه روسيا في الملف الأوكراني، وبشفافية أكبر في استخدام الطائرات من دون طيار في الحرب ضد الإرهاب، وعمد في البداية إلى شرح نظرته بشأن موقع الولايات المتحدة في العالم. وقال الرئيس الأمريكي -في خطاب أمام كوادر أكاديمية (وست بوينت) العسكرية- "صحيح جدا أن العزل الأمريكي ليس ممكنا في القرن الحادي والعشرين، مضيفا "لكن القول: إن لدينا مصلحة في تعزيز السلام والحرية خارج حدودنا لا يعني أن لكل مشكلة حلا عسكريا، واستشهد أوباما، بتصريح للرئيس الأمريكي الراحل دوايت إيزنهاور في 1947، قال فيه: إن الحرب مثل الجنون الأكثر مأسوية والأكثر غباء لدى الطبيعة الإنسانية، وتابع الرئيس الأمريكي، أن بعض أخطائنا الأكثر كلفة منذ الحرب العالمية الثانية ليست ناتجة عن امتناعنا بل عن إرادتنا للمشاركة في مغامرات عسكرية من دون التفكير بالنتائج. وأشار أوباما إلى أنه على أمريكا دائما أن تقود على الساحة الدولية، وإذا لم نفعل ذلك، لا أحد سيفعله. الجيش هو وسيبقى دائما العمود الفقري لهذه القيادة، موضحا أن تدخلا عسكريا أمريكيا لا يمكن أن يكون العنصر الوحيد أو حتى الأول، في قيادتنا في أي ظرف كان. وأضاف الرئيس الأمريكي، "ليس على كل مشكلة أن تكون عبارة عن مسمار فقط لأننا نملك المطرقة الأفضل". ودافع أوباما عن سياسته تجاه الأزمة السورية، وقال: "بقدر ما يبدو الأمر محبطا، ليس هناك جواب سهل، ولا حل عسكريا يمكن أن يوقف المعاناة في مستقبل قريب"، مضيفا "كرئيس اتخذت قرارا بعدم إرسال قوات أمريكية إلى وسط هذه الحرب الأهلية واعتقد أنه كان القرار الصائب. لكن هذا لا يعني إننا لا ينبغي أن نساعد الشعب السوري في النضال ضد ديكتاتور يقصف شعبه ويجوعه. ووعد الرئيس الأمريكي، بزيادة الدعم الأمريكي لهؤلاء في المعارضة السورية الذين يقدمون أفضل بديل من الإرهابيين والديكتاتور الوحشي، وطلب أوباما من الدول المجاورة لسوريا، أي الأردن ولبنان وتركيا والعراق التي تضم الكثير من اللاجئين السوريين بذل المزيد من الجهود. ودعا أوباما، إلى تخصيص 5 مليارات دولار لدعم شركاء الولايات المتحدة في القتال ضد الإرهاب، موضحا أن هذه الموارد ستعطينا المرونة اللازمة لإنجاز مختلف المهام بما في ذلك تدريب قوات الأمن في اليمن التي باتت تحارب القاعدة ودعم قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في الصومال والعمل مع الحلفاء الأوروبيين لتدريب قوات أمن وشرطة حدود عملانية في ليبيا ومساعدة العمليات العسكرية الفرنسية في مالي. وأشار الرئيس الأمريكي، إلى أن تنفيذ برنامج الانسحاب من أفغانستان يرتبط بتوقيع الرئيس الأفغاني المقبل على اتفاق الأمن الثنائي بين البلدين والذي يحدد شروط الوجود الأمريكي في البلاد. ورحب السناتور الجمهوري جون ماكين بتصريحات الرئيس عن مكانة الولايات المتحدة في العالم، وسخر من بعدها المحدود وقال: المشكلة أن الرئيس لا يترجم هذه المبادئ، إلى قرارات سياسية فعلية، وخطاب اليوم لا يعطي أي سبب للاعتقاد أن هذا الأمر سيتغير.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات