عبد القادر بوزيد يكتب تاريخ حرب الموجات

صدر عن منشورات “لزهاري لبتر” كتاب المجاهد الراحل عبد القادر بوزيد، المدعو “أبو الفتح”، بعنوان “سلاح الاتصالات”، تضمن شهادته بخصوص أحد أهم أجهزة الثورة الجزائرية.تعود فكرة هذا الكتاب، وفق ما جاء في المقدمة التي وضعها له المجاهد حاح عبد الرحمن بروان (المدعو سفار)، إلى سبعينيات القرن العشرين، عندما حاول المجاهد الراحل عبد القادر بوزيد (المدعو أبو الفتح) لمّ شمل قدامى الدفعة الأولى من أعضاء جيش التحرير، الذين تخرجوا ضمن “دفعة زبانا” والذين عملوا في جهاز الاتصالات، بغية كتابة تاريخ هذا الجهاز الذي تحول لاحقا إلى أحد أهم المؤسسات في حرب التحرير بقيادة العقيد عبد الحفيظ بوصوف.ويذكر بروان أن الفكرة لقيت استجابة واسعة من قبل قدماء الجهاز، موضحا بأن عبد القادر بوزيد كان يرغب في أن يتقدم بطلب للرئيس الراحل هواري بومدين، لكي يوفر لهم ظروف كتابة تاريخ جهاز الاتصالات. ويكشف بروان: “لكن للأسف رفض بومدين الاستجابة للطلب، واعتبر المسألة سابقة لأوانها”. وأضاف: “لقد ضيعنا فرصة ثمينة”. بيد أن المدعو أبو الفتح لم يستسلم وفق ما جاء في نفس المقدمة، فاستغل فرصة تواجده في واشنطن كمستشار ثقافي في سفارة الجزائر، لكتابة سلسلة من المقالات حول الموضوع، وكانت تنشر بجريدة “المجاهد”، وجاء هذا الكتاب ليكمل كتابة تاريخ أحد أهم مؤسسات الثورة التحريرية، بعد كتاب “الموجات الصاعقة” للمجاهد سدار سنوسي، إضافة إلى مقال عبد الحميد لخضر بمجلة “ميموريا”،  بعنوان “حياة في سبيل جهاز الاتصالات”.وينطلق كتاب عبد القادر بوزيد من تقديم توضيحات وإثراء لمقال سبق أن نشره حساني الأغواطي بجريدة “الجمهورية” سنة 1984، ويوضح، استنادا لشهادة العقيد عبد الحفيظ بوصوف، بأن أول محاولة لإقامة أجهزة اتصالات للثورة جاءت من مصر، وكان عددها ثلاثة، إلا أن اثنين منها ضاعا لأسباب مجهولة، وكانا موجهين للشمال القسنطيني ولمنطقة الجزائر العاصمة. ويكشف المؤلف أن أول أعضاء جهاز الاتصالات تكونوا في مصر بالعربية، لكن هذا الجهاز الذي وقع بين يدي مجاهدي الولاية الخامسة، لم يكن يفي بالغرض نظرا لحجمه الكبير، وكان بإمكان العدو تحديد موقعه بسهولة. ويضيف عبد القادر بوزيد أن البداية الفعلية لجهاز الاتصالات تعود لسنة 1956، بفضل دور سدار سنوسي، وعلي تليجي، ونوّه بالدور الذي لعبه هواري بومدين في هذا المجال. ويعد الكتاب بمثابة خطوة أولى نحو كتابة جزء من تاريخ الاتصالات وحرب الموجات التي خاضتها ضد الجيش الفرنسي، والتي مكنت جيش التحرير من تحقيق عدة انتصارات.