38serv
عاش الجزائريون، كالعادة، مباراة الفرصة الأخيرة للمرور إلى ربع النهائي على أعصابهم، فكانت 90 دقيقة انقلبت فيها انفعالاتهم 180 درجة، من تشاؤم بخروج المنتخب المونديالي من الباب الضيق للمنافسة الإفريقية، إلى فرحة بتأهل استحقه المحاربون بعد أن روضوا الأسود ولحقوا بالنجوم السوداء.المتابع لتعليقات الفايسبوكيين قبل وأثناء وبعد نهاية المباراة، يجزم أن الأمر لا يتعلق بنفس الأشخاص، فالأغلبية “بصموا بالعشرة” أن رفقاء القائد بوڤرة لا يستحقون المرور إلى الربع الثاني، وبأنهم خيبوا عشاقهم وحظوظهم ضيعوها أمام غانا، وبأن مباراتهم أمام السينغال “شكلية”، وهو ما وقفنا عليه في صفحة “الخبر” على الفايسبوك، التي حاولنا من خلالها جس نبض “عشاق الخضرا” قبل وأثناء وبعد نهاية المباراة، وكذا بعض الصفحات المتخصصة.فأحدهم توقع أن عودة الخضر وشيكة وسيلتقون في مطار هواري بومدين الدولي بمنتخب كرة اليد العائد بإقصاء مذل من مونديال قطر “ليبكوا حظهم العاثر سويا”، وآخر كتب بأنه متشائم والصمود أمام الأسود الجموحة ليس في متناول الخضر، وتأسف فايسبوكي لأن حلم حمل التاج الإفريقي أفلت منا مرة أخرى “وإذا لم يفز بها هذا الجيل الذهبي الذي فعل في المونديال ما لم يفعله جيل 82، فسننتظر عقدا آخر ليتحقق الحلم”.المشككون في قدرة كتيبة غوركوف في هز شباك منافسهم لم يدم تشاؤمهم طويلا، بعد أن هدد فغولي مرمى الحارس السينغالي في الدقيقة الثانية، ولو أنه ضيع هدفا بطريقة غريبة في لقطة انفرد بها بالحارس، فحبس أنفاس عشاق “الخضرا”، ورفع مستوى الأدرنالين إلى أقصى مستوياته.لكن ما إن هزت “قذيفة” محرز شباك منتخب السينغال، حتى عادت الروح من جديد للجماهير التي استعادت الأمل مجددا بإمكانية المرور إلى الدور الثاني، ودوت 123، صفحات “الفايسبوك” ولو أن هؤلاء اعترفوا بأن رفقاء بن طالب أسالوا لهم العرق البارد، مثلما علق أحدهم “طلعتونا الضغط والسكر وجبتونا مرض القلب...”. بن طالب.. أنت أكبر من توتنهامووسط الضغط الكبير والخوف من أن تمر الفرص الضائعة للأسود الجموحة أهدافا محققة في النهائية، وجد الجمهور الرياضي مساحة للضحك والترويح عن أنفسهم، عندما اصطدم عيسى ماندي بالسينغالي شيخ مبينغي، فسالت دماؤه غزيرة دفعت مدربه لتغييره، مستغربين قدرة لاعب ذي بنية صغيرة مثل ماندي على الإطاحة بلاعب بقوة مبيغني.ومثلما كان الحال في المباراة السابقة التي انهزمت فيها تشكيلة غوركوف بهدف قاتل في الوقت البدل الضائع، انتقد الفايسبوكيون محبوبهم ياسين براهيمي الذي كان في رأيهم خارج الإطار ولم يقدم ما كان منتظرا منه، فأخذ نصيبه كاملا من الانتقادات، نفس الأمر كان مع زميله فغولي الذي علق الفايسبوكيون أن “فعاليته غائبة أو خارج مجال التغطية”.وتواصل الضغط على عشاق الخضرا في الشوط الثاني، وهو ما ترجموه في تعليقاتهم “يعني ما نقدروش نربحوا بلا ما اطلعونا السكر”، “قلبي لا يحتمل لا يمكن أن أكمل المباراة”، “رانا رابحين لكن هدف وحيد يكفي لتضع السينغال قدمها في ربع النهائي”.لكن رغم شك الكثيرين، اقتنع الأغلبية بعد بلوغ الدقيقة 82 أن الكأس لن تكون إلا جزائرية، بعد قذيفة صاروخية من بن طالب سكنت شباك الحارس السينغالي كوندول، بعد أن قدم له فغولي الكرة على طبق، فأنسى بذلك الجماهير ظهوره المحتشم منذ بداية المباراة.وأثنى الفايسبوكيون على بن طالب الذي أدى مباراة في القمة، في رأيهم، بعد أن أنقذ شباك مبولحي من هدف محقق في الدقيقة 45 من عمر المباراة، قبل أن يمنح زملاءه هدف الأمان في الشوط الثاني، وعلق الفايسبوكيون على قذفته القوية “من أين لك هذا يا بن طالب”، “وتوتنهام صغيرة عليك يا بن طالب”.ورغم تواصل تهديد السينغاليين لمرمى مبولحي، في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، إلا أن الجماهير لم تشك للحظة بأن الخضر لن يصلوا إلى الربع النهائي، بعد أن تحدوا أنفسهم وبرهنوا في الميدان أن “الفوز لا يكون إلا من نصيب المحاربين، حتى وهم يرتدون الأخضر”، مثلما علق كثيرون “الأخضر يليق بكم” “والخضر يطردون نحس الأخضر”.وقبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية، بدأ الفايسبوكيون يفكرون في هوية منافس الخضر في الدور القادم، الذي يمكن أن يكون كوت ديفوار، مؤكدين أنهم ينتظرون مواجهة نارية جديدة مع الفيلة، شبيهة بمباراة كأس إفريقيا 2010، التي عاد فيها الخضر من بعيد في الدقائق الأخيرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات