أجمع ضيوف “الخبر” على أن مشاركة الجزائر في مهرجان “كان” السينمائي الدولي بتلك الطريقة “الباهتة” لم تقدم الشيء المنتظر منها، كما أشار الكاتب عز الدين مهيوبي إلى أن الجزائر أضاعت فرصة تاريخية في مهرجان “كان” هذا العام، حيث لم تقم باستغلال المناسبة للاحتفاء كما ينبغي بالمخرج الجزائري لخضر حامينا الحاصل على جائزة السعفة الذهبية سنة 1975، الذي وقّع عودته إلى الإخراج بعد غياب دام عقود، من خلال تقديم لفيلم “شفق الظلال”. ودعا ميهوبي المسؤولين القائمين على النشاط السينمائي في الجزائر إلى ضرورة استيعاب ما أسماه “لعبة المهرجان” التي تتطلب، حسبه، إستراتيجية فنية وإعلامية وسياسية متكاملة للحصول على الاهتمام العالمي. ذلك ما أكد عليه المنتج والمخرج بشير درايس الذي وصف مشاركة الجزائر في مهرجان “كان 2014” بمجرد “الحضور الرمزي”، الذي لم يعكس حجم الجزائر التي استقطبت في الماضي كبار المخرجين العالميين الذين قاموا بتصوير أفلامهم في الجزائر، على غرار الأخوين لوميار اللذين وجدا في الجزائر مسرحا سينمائيا عالميا منذ نشأته، حيث كلف الأخوان لوميار المصور فيليكس بتصوير مشاهد من الجزائر. كما استقطبت المناظر الجزائرية الكثير من المخرجين المشهورين مثل جاك فيدر الذي صور فيلمه الأتلنتيد بالجزائر، وكذلك جان رنوار الذي قدم سنة 1929 فيلم “البلد” وصوّر بعض مشاهده في الجزائر.من جهته قال الأستاذ محمد دربال إن لعبة المهرجانات العالمية لا تمكن فقط في الحصول على الجوائز، وإنما بالأساس في وضع الإنتاج السينمائي لأي بلد على خط المنافسة العالمية. وقال محمد دربال إنه يجب على الجزائر أن تبدأ بالعمل من الداخل في مشروع تشجيع الإنتاج وحماية التوزيع وإعادة فتح القاعات السينمائية. وتأسف دربال وهو ابن حي بلوزداد في العاصمة على حال الخمس قاعات السينمائية الكبرى التي كان يتوفر عليها حي بلوزداد العريق، حيث أغلقت جميعها وتحول نشاطها إلى مقاهٍ ومحلات. ويشاطر محمد دربال فكرة الوزير الأسبق عز الدين ميهوبي الذي تحدث عن ضرورة إيجاد أطر قانونية جديدة لتشجيع الخواص على الاستثمار في مجال السينما، من خلال إعادة فتح قاعات السينما المغلقة.دعوة للاقتداء بمشوار السينما الإيرانيةدعا عز الدين ميهوبي إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية تعتمد على دراسة النماذج الناجحة وتصحح مسار الانقلاب الثقافي الذي حدث في المجتمع الجزائري خلال سنوات التسعينيات. وأكد عز الدين ميهوبي، في هذا الإطار، أن أهم نموذج يجب الاقتداء به هو النموذج الإيراني الذي ينتج مئات الأفلام السينمائية الهامة في العام، وذلك وفق مفهوم رؤية الدولة الإيرانية الجديدة التي تتطلع إلى منافسة كبار الدول المتخصصة في مجال الإنتاج السينمائي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات