حرم مسؤولو الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ملايين الجزائريين من متابعة آخر مستجدات منتخبهم الوطني، المقبل على المشاركة في المونديال، من خلال التعتيم الإعلامي الكبير الذي صارت هيئة روراوة تتفنن في ممارسته، منذ انطلاق تحضيرات “الخضر” في سيدي موسى، وصولا إلى العاصمة السويسرية جنيف. فلو أراد روراوة وحاشيته أن يوهموا الجزائريين أن منتخبنا الوطني سيتنافس على التاج العالمي مع الأرجنتين والبرازيل واسبانيا، لكان قرار التعتيم والطوق الأمني المفروض على المنتخب الوطني، منطقيا ومعقولا للحفاظ على تركيز اللاعبين وتجنيبهم الضغط. لكن ما يحدث في الواقع، أن جدلا كبيرا أثير بين رئيس الاتحادية محمد روراوة ومدربه البوسني وحيد حاليلوزيتش حول ما إذا كان هذا الأخير قادرا على قيادة “الخضر” نحو التأهل إلى الدور القادم في مجموعة، يراها المتتبعون أنها متوازنة تضم بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية. وقد استغرب السويسريون عندما علموا أن اتحادية روراوة استنجدت بالشرطة الجزائرية و”البودي غارد” من أجل حراسة اللاعبين خلال التربص في بلد آمن اسمه “سويسرا”.
وما يثير الغرابة أكثر، هي سياسة الكيل بمكيالين التي تتعامل بها هيئة روراوة مع الإعلاميين الجزائريين، وهي السياسة التي تؤكد بشكل واضح أن العاملين في الاتحادية، وحتى اللاعبين، لديهم “عقدة” حيال كل ما هو أجنبي، بدليل أن مسؤول الإعلام لدى الفاف عبد القادر برجة وافق على إجراء قناة “كنال بلوس” الفرنسية مقابلة مع لاعب نادي فالنسيا الاسباني، سفيان فغولي، في حين رفض تسهيل عمل الإعلاميين الجزائريين الذين قطعوا آلاف الكيلومترات من أجل إيفاد الجزائريين بآخر مستجدات منتخبهم الوطني. وحتى اللاعبين أنفسهم يلهثون وراء القنوات الأجنبية، خاصة الفرنسية منها، بينما يديرون ظهورهم للصحافة الجزائرية. وتحجج مسؤولو الفاف بتولي شركة “ماتش وورد” بكل الأمور التنظيمية الخاصة بمواجهتي “الخضر” في سويسرا، لكن مسؤول الإعلام في الفاف صار مثل “الأطرش في الزفة” وكاد يغالطنا عندما أبلغنا أن المدرب حاليلوزيتش سينشط ندوة صحفية في مدينة سيون عشية مواجهة أرمينيا، والتي عقدها كما هو معلوم، في ملعب جينيف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات