مع ان الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى لم يحسم قرار ترشيحه لخلافة المبعوث الدولي والعربي لأزمة سوريا الاخضر الابراهيمي بعدما طرح اسمه بقوة في أروقة دوائر القرار، فان اسهم تسلمه هذه المهمة ارتفعت في الايام الاخيرة نظرا للحاجة الى شخصية على هذا المستوى من الاطلاع والمعرفة بتفاصيل ازمة سوريا التي تتكثف الاتصالات الدولية من اجل ارساء اطار حل لها خصوصا بعد انتهاء الانتخابات التي انطلقت في الداخل السوري اليوم والتي يمكن ان تشكل احدى النوافذ الممكن الولوج عبرها الى المخرج المنشود. وتعتبر مصادر دبلوماسية عربية ان هذه الانتخابات التي وصفها المجتمع الدولي بالمهزلة واعلن ان ترشح الرئيس بشار الاسد استفزاز ستكون له تداعيات وتبعات كثيرة، لا بد الا ان تدعم النظام وتزيده متانة وقوة اقله في اوراقه التفاوضية اذا ما بعثت الحياة مجددا في مؤتمرات الحل بعدما تعثرت في جنيف اخيرا، اضافة الى الدعم الايراني الواضح للنظام السوري الذي تمثل بزيارة رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بروجردي الى سوريا اليوم وتفقده الى جانب رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام سير العملية الانتخابية الامر الذي قرأت فيه اوساط دبلوماسية غربية رسالة تأييد من الجانب الايراني المتشدد للنظام السوري ورئيسه اراد فريق التشدد الايراني ارسالها الى دول الغرب وتأكيد مكانة هذا الفريق في السياسة الايرانية مقابل الانفتاح الذي يبديه الرئيس حسن روحاني، كما من شأنها بحسب الاوساط تعزيز الورقة الايرانية في المفاوضات النووية بين الدول الخمس زائدا واحدا التي تعقد في 17 و18 الجاري في جنيف. ولا تستبعد المصادر الدبلوماسية العربية ان تصدر الجامعة العربية قرارا في وقت غير بعيد يقضي بتعيين موسى مبعوثا من قبلها لازمة سوريا على ان تتبنى القرار لاحقا الامم المتحدة ليخلف الابراهيمي بهدف العمل على محاولة تنفيذ مقررات مؤتمر جنيف واحد انطلاقا من ايجاد ارضية مشتركة تمكن افرقاء النزاع من الالتقاء في مرحلة انتقالية تعد العدة للحوار بين النظام والمعارضة التي تجهد في سبيل لم شملها وتوحيد صفوفها تحت جناح الائتلاف السوري المعارض. واعتبرت ان الاتصالات الاقليمية والدولية تتكثف راهنا ان عبر حركة الموفدين او اللقاءات المباشرة ومن بينها اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل والمعلومات التي تتردد عن امكان قيام وزير الخارجية الاميركي جون كيري بجولة على عدد من دول المنطقة من اجل استشراف امكانات الاستعداد لمؤتمر جنيف 3، بما يتطلب وجود مبعوث اممي يسعى لايجاد حل او لجمع الطرفين من اجل التفاوض على الحل بعدما باءت جهود الابراهيمي في هذا السياق بالفشل واصطدمت بحائط مسدود ما دفعه لاتخاذ قراره بوقف المفاوضات والاستقالة من منصبه، فهل يتمكن موسى الذي ادار حملة الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السياسي بنجاح ان يحقق الخرق وينجح حيث اخفق الاخرون؟. واشارت المصادر الدبلوماسية الى توجه لعقد اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين لبت عدد من المسائل والبحث في امكان تعيين موسى خلفا للابراهيمي اذا ما حسم امره في الترشيح علما ان المهمات الكثيرة التي قد تلقى على عاتقه في مصر قد تشكل حائلا دون هذا الترشح خصوصا في ضوء معلومات ترددت عن امكان ان يتولى منصبا مهما في الادارة المصرية خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد اضف الى ان تعيينه يرتبط ايضا بما يحصل في الداخل السوري وفي اروقة المجتمع الدولي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات