يشكل كتاب الصحفي عبد العزيز مسالتي الصادر عن منشورات ”المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية”، بعنوان ”نتف الطفولة”، لحظة نوستالجية، عاد من خلالها لزمن طفولته التي تزامنت مع قيام حرب التحرير. كتب مسالتي أن كتابه عبارة عن سعي لتذكر مرحلة الطفولة، ونمط الحياة الذي كان سائدا في الجزائر بين 1955 و1962، والذي سار على وقع حرب التحرير. ولجأ مسالتي لأسلوب سردي، يقدم تفاصيل الحياة المعاشة التي انغرست في ذاكرته. ويضم الكتاب تسعة فصول، تبدأ من تقديم نظرة نقدية للوضعية الاستعمارية وانعكاساتها السلبية على الأهالي، بالتركيز على معاناة والده الذي استقر في الجزائر العاصمة مطلع الخمسينيات، بعد أن شارك في الحرب العالمية الثانية، والذي رفض البقاء في الجيش الفرنسي حتى لا يشارك في حرب الهند الصينية، حيث قال للنقيب جورج ”كيف يحق لي أن أتوجه لمحاربة من يطالب بحريته؟”. بعد مرحلة الطفولة، والتمدرس بحسين داي، وسرد تفاصيل كثيرة عن بشاعة ”الأقدام السوداء”، والجرائم التي ارتكبوها ضد الأهالي وهم منضوون تحت لواء منظمة الجيش السري الإرهابية، ينتقل مسالتي إلى مرحلة ما بعد الاستقلال، ليبعض مظاهر الحياة الاجتماعية التي سارت على وقع التسيير الذاتي وحكم الرئيس أحمد بن بلة، ليصل إلى المرحلة الثانوية، فيتوقف عند أستاذه الشيخ طاهر آيت علجت الذي درسه اللغة العربية. لقد جاء كتاب عبد العزيز مسالتي على شكل سيرة ذاتية مشبعة بالذكريات، بأسلوب سلس، يستعيد صور تاريخ شخصي التصق بتاريخ البلد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات