رفض رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دليل بوبكر امس الأربعاء بباريس أي خلط بين الأصولية والإسلام كما يروج له في الآونة الأخيرة في فرنسا. وخلال ندوة صحفية للإعلان عن "اتفاقية مواطنة لمسلمي فرنسا حول التعايش" صرح السيد بوبكر قائلا "أرفض ربط الأصولية بالإسلام ولا يجب الخلط بينهما لأنهما يتعارضان كليا". وفي إشارة إلى مسجد باريس الكبير الذي احتضن اللقاء الصحفي أكد السيد بوبكر أن الإسلام رسالة سلام وتعايش مضيفا أن مسجد باريس "دار" ترمز منذ عشرينات القرن الماضي لتواجد الإسلام في فرنسا. وأوضح عميد مسجد باريس الكبير أنه لا يستغرب تركيز الصحافة على النقاشات التي تدور هذه الأيام في فرنسا لاسيما بعد الاعتداء على متحف يهودي ببروكسل لأنه -كما قال- "كلما كان هناك حدث من هذا القبيل يطلق العنان لكل الاستيهامات حول الإسلام بحيث يتم تقديم هذه الديانة على أنها أصولية وعدوانية" مؤكدا بأن كل هذا لا أساس له من الصحة. ونددت بعض الجهات في الأيام الأخيرة في فرنسا ب"الأصولية الإسلامية" التي تشجع الجهاد باسم الإسلام وتوفر أرضا خصبة للمتعصبين من جميع أنحاء فرنسا. وإذ ندد بهذه الأصولية التي تنم -حسبه- عن "أقلية" من الشباب في فرنسا انتقد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية حزب اليمين المتطرف الفرنسي (الجبهة الوطنية) الذي -كما قال- يعمد من جديد إلى الخلط بين الهجرة والإسلام. وفي "اتفاقية المواطنة لمسلمي فرنسا حول التعايش" أكد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن الأصولية التي تعتمدها بعض الجماعات في فرنسا بمثابة "انحراف" يستغل هشاشة الأفراد ويلجأ إلى تحريف النصوص المقدسة. وأضاف أن الأصولية الإسلامية تضر أولا بالمواطنين الفرنسيين المسلمين الذين يشعرون وكأنهم "رهائن" محاولات فرض نظرة إسلام يتم تقديمه على أنه غير متسامح وعدواني بل وحتى دموي. وأشارت أعلى سلطة للديانة الإسلامية في فرنسا إلى أن مسلمي فرنسا يعانون من الصورة "الجد سلبية" للإسلام والمسلمين التي تروج لها وسائل الإعلام.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات