+ -

 إن هذا ليس عنوان مسلسل تركي أو جزء من أجزائه، بل هو عنوان لأجزاء المسلسل الذي تدور أحداثه في وادي ميزاب بغرداية.أصبح الجميع يتفق على أن ما يحدث في غرداية ليس مجرد أحداث فقط ولا تندلع بصدفة، بل هي أحداث تتحكم فيها جهات لها من القوة ما يجعلها تحرّكها وقت ما تشاء وكيف ما تشاء. فعلا أحداث غرداية أصبحت تشبه، لحدّ كبير، أحداث المسلسل التركي الذي يتحدث عن سيطرة لوبيات المافيا على تركيا، كما تسيطر لوبيات المافيا على غرداية، لكن لم نر في مشهد غرداية تصدي قوات الأمن لهذه المافيا بالقوة نفسها التي شاهدناها في المسلسل المذكور.ما يحدث في غرداية هندسة وتخطيط ذئاب، لهم من الحيلة والقوة ما يجعلهم ينفّذون خبثهم بمكر ودهاء كبيرين جعلانا نعجز عن تفسير ما يحدث وإعطاء سيناريو للأحداث وما ستؤول إليه، لأن اللغز صعب جدا استعصى علينا جميعا.ولعلّ الأحداث الأخيرة يوم 17 ماي 2014 في قصر مليكة تثبت صحة ما نقول، وتجعلنا في حيرة من أمرنا جرّاء ما يقع عندما تكون قوات الأمن بكثرتها تشاهد مجرمين قادمين من أحياء بعيدة عن قصر مليكة تدخل إلى القصر ولا تحرك ساكنا، وهذا بعد تشييع جنازة شابَها الكثير من الغموض.. بعد ذلك بقليل تندلع الأحداث ويقع المحذور؛ لمّا يقوم غرباء من مسجد أبي بكر الصديق بمليكة بإطلاق نداءات للجهاد من المئذنة، والأمن يشهد ذلك ولا يحرّك ساكنا.. أليست هذه سابقة خطيرة في أحداث غرداية منذ انطلاقها؟!وما يجعلنا وكافة المتتبعين لهذه الأحداث نصرّ ونلح بأن هناك محرّكين لها هو الموقف السلبي جدا من بعض وسائل الإعلام التي أعطت صورة واضحة بأنها من بين هؤلاء الذئاب بعدما جانبت الصواب، وخانت ميثاق المهنة، وراحت تنفث سموما وتصبّ الزيت على النار.. تكتب وتبث أخبارا بعيدة كل البعد عن الصواب والصدق والحقيقة وعن سبق الإصرار والترصد، لأنها ظلت تصر على هذا، حتى بعد محاولة تصحيح الخبر من واقع الأحداث وخبر “حرق مئذنة مسجد أبي بكر الصديق بمليكة “ أكبر دليل على ما نقول..وبعد أن كنا نتساءل “غرداية إلى أين؟” و«غرداية إلى متى؟” و«غرداية اللغز”، واعترفنا بعجزنا عن حل كل هذا، أصبحنا نرى مفارقات في الأحداث تجعلها لا تنتهي.. فأحداث قصر مليكة الأخيرة مهما كانت نسبة حدّتها مقارنة بأحداث الحاج مسعود مع قصر مليكة، وما شهدته من تخريب وسرقة ودمار وترحيل أكثر من 200 عائلة وإصرار المجرمين على مواصلة إجرامهم أمام مرأى قوات الدرك الوطني والشرطة، وعدم تمكّن أصحاب البيوت المهجّرة من العودة إلى ديارهم إلى غاية اليوم، هؤلاء المهجّرين الذين يُطلب منهم ما يُثبت هوّيتهم وكأنهم داخلون إلى ليبيا وليس إلى حي في غرداية، في حين أن قوات الدرك والشرطة تدخلت بقوة ودون هوادة داخل قصر مليكة بعد الأحداث التي شهدتها مؤخرا.. ويستمر الغموض إلى أن يقرّر الذئاب عكس ذلك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات