فرنسا تعلن دعمها للجزائر كمسهّل بين باماكو والمعارضة

+ -

 أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، دعم بلاده لدور المسهّل الذي تؤديه الجزائر، للتقريب بين الحكومة المالية وأطراف المعارضة المسلحة في الشمال، من غير الجماعات الإرهابية. وقال إن رؤساء المؤسسات الفرنسيين الراغبين في الاستثمار بالجزائر، يتمنون مراجعة القاعدة الاقتصادية 49/51.وذكر فابيوس، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره رمطان لعمامرة، أمس، بوزارة الخارجية، في أول يوم من زيارته للجزائر، أن فرنسا ”ترى أن هناك ضرورة في مواصلة الحوار بين الحكومة في باماكو والمجموعات في الشمال من غير الإرهابيين، وبإمكان هذا الحوار أن يجري بوساطة من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، أو بوساطة الجزائر أيضا التي تؤدي دور المسهّل في هذه الأزمة”. ومعروف أن المغرب دخل على خط الجهود المبذولة للتوسط بين الأطراف المتصارعة في مالي، وموقف فرنسا الداعم لمساعي الجزائر يعد في غاية الأهمية بسبب التقارب الإستراتيجي المعروف بين باريس والرباط في ملفات كثيرة ذات بعد إقليمي.وقال لعمامرة إن الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كايتا، طلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في جانفي الماضي، بذل جهود للتوسط بين السلطات المركزية والمعارضة في الشمال. ودافع وزير الخارجية الفرنسي بقوة عن خيار التدخل العسكري في شمال مالي مطلع 2013، قائلا إن فرنسا ”لم يكن بوسعها أن تبقى متفرجة أمام زحف الإرهابيين على باماكو”. وأضاف: ”لقد اتصل الرئيس الانتقالي، السيد تراوري، سابقا بالرئيس فرانسوا هولاند، وطلب منه إرسال قوات فرنسية على استعجال لمنع وصول الإرهابيين إلى باماكو. وقال له إن العاصمة ستسقط بين أيديهم في حال لم تتدخل فرنسا، وأنهم سيقتلونه لو وصلوا إلى العاصمة”.وذكر فابيوس أن ”الوضع صعب في مالي، وفرنسا لا يمكن أن تحل محل الماليين لحل مشاكلهم الداخلية. والخلاصة أن فرنسا قامت بواجبها تجاه مالي بطلب ودعم من المجموعة الدولية”.واعتبر الوضع في ليبيا ”أكثر تعقيدا، لأن ليبيا بلد وليس دولة”. ومع أنه دافع عن خيار الحسم العسكري الذي اتخذته فرنسا في ليبيا عام 2011، فقد اعترف بـ«ارتكاب أخطاء”. والخطأ، في مفهوم فابيوس، أن متابعة فرنسا للعملية العسكرية وما بعدها، تميز بالضعف، على حد قوله. وأعلن فابيوس بأن باريس تشاطر الجزائر مخاوفها من امتداد ”عدوى ليبيا” إلى البلدان المجاورة، وأنها تدعم مساعي الجزائر لتأمين الحدود مع ليبيا. ونفى بالمناسبة أخبارا تحدثت عن عملية عسكرية مشتركة بين الجزائر وفرنسا والولايات المتحدة بالأراضي الليبية، قائلا إنها ”مجرد مزاعم”.ووصف فابيوس الانتخابات الرئاسية التي جرت في سوريا بـ«المسخرة الدرامية”. وقال إن المنافسة فيها ”كانت بين السيد بشار الأسد والسيد بشار الأسد !”. أما عن موقفه من قرار الحكومة الجزائرية استغلال الغاز الصخري، فقال إنه ”شأن داخلي لا تتدخل فيه فرنسا”.وبخصوص القاعدة 49/51، قال: ”كمسؤول دبلوماسي لا يمكنني التعليق على إجراءات اتخذتها الدولة الجزائرية، ولكن لو تسألون رؤساء المؤسسات الذين يرافقونني في هذه الزيارة، يقولون لكم إنهم يرغبون في مراجعتها. وفي كل الأحوال يبحث هؤلاء عن قواعد اقتصادية تعود عليهم بالمنفعة، ولكن أهم ما يريدونه هو استقرار هذه القواعد، وقرارات تتخذ وتنفذ بسرعة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات