الدوامة: إما التسلط أو التطرف والفوضى!!

38serv

+ -

ملامح الوضع العربي مخيفة. إنه وضع غريب يحمل رسائل عقيمة ومواجع عميقة. فالأوضاع في العراق واليمن وسوريا وفي مصر وليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا متشابهة. هناك في كل هذه البلدان، وبشكل واضح، ما يمنع قيام دولة المواطنين. الخلطة المانعة تتشكل في كل هذه الحالات من استحكام العقلية الأمنية العسكرية، سواء اختفت وراء الطائفية أو وراء الدين أو وراء الخوف على الوحدة والاستقرار. وفي كل هذا لجأت السلطة القائمة إلى منع أي فعل سياسي من أن يقوم وخاصة من أن ينجح. 

 كل هذه الأوضاع تحاول أن ترسخ في أذهان الناس أن ”الحل لا يمكن أن يكون الحرية والديمقراطية”! بل أن الحل هو ”التسلط”. الذين يتدثرون باعتبارات ”شرعية” أو ”دينية طائفية” أو الذين يتحججون بـ ”الأمن والاستقرار” وإظهاره أنه مهدد كلما تحركت الناس باتجاه مطالب الحرية والتغيير، ينتهون للنتيجة نفسها في كل مرة، بل ظل كلاهما ذريعة للآخر. إن الأمر مرتبط، كما اتضح أكثر من مرة، بموازين قوة. وميزان القوة ما زال اليوم لصالح جماعات المصالح وأطراف السلطة والنفوذ والخارج. والواضح أن هذا الوضع أبرز لنا أن هناك سلطة، ومهما كان خطاب التبرير عندها ”الدين والتدين” أو ”الأمن والاستقرار”، وأنه ليس هناك ”قيادة”. السلطة، في غالب الأحيان في حالتنا، غير شرعية، في حين تعني القيادة الشرعية ولو غير القانونية. والخطير اليوم أنه ليس هناك إمكانية لاجتماع القيادة بالشرعية. وليس هناك حتى الآن مَن نطمئنُ له على أنه قيادة تحظى بشرعية البرنامج وشرعية المسعى وشرعية قبول الناس. لهذا فالتنازع اليوم هو على السلطة فقط، وليس هناك تدافع حقيقي فاعل بين رؤى وبين برامج وبين قيادات. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات