يبدو أن الرسائل التي وجهها الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي في خطاباته الأخيرة باحتواء الشباب وتمكينهم من المشاركة في العملية السياسية، لم تلق اهتماما أو ترحيبا من شباب الثورة الذين قاطعوا الانتخابات الرئاسية لاعتبارها “مسرحية” ونتائجها محسومة مسبقا، وأبدوا تخوفهم من عودة نظام مبارك، ويرون أن السيسي “لن يختلف عن مبارك أو مرسي”، وطالبوه بعدم الالتفاف على أهداف الثورة وتحقيقها.قال محمود عفيفي، عضو مؤسس بتيار الشراكة الوطنية المصرية، إن رفضهم مبدأ ترشح السيسي ووصوله إلى كرسي الرئاسة نابع من تخوفهم من عودة الوجوه القديمة من نظام مبارك التي دعمته بقوة في الرئاسيات، وأضاف لـ “الخبر”: “لدينا شكوك من عودة رموز نظام مبارك الذين ساندوا السيسي، بحيث يكون لابد عليه أن يدفع فواتير دعمهم له عن طريق عودتهم للحياة السياسية، كما أبدى عفيفي تخوفه من فكرة تداول السلطة التي اعتبرها مكسبا مهما للثورة، وقال “نتمنى ألا يحاول السيسي كسر مبادئ وأهداف ثورتنا أو الالتفاف عليها، لأننا لن نسمح بذلك وسنتصدى لهكذا محاولات، ونحن شباب الثورة نجهز لانتخابات مجلس النواب والمحليات وتوحيد صفوفنا”.أما أحمد حسن، عضو حركة شباب 6 أفريل، فيرى بأن الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز السيسي بكرسي الرئاسة كانت نتيجتها متوقعة، وأن المعارضة قاطعتها لأنها رأت بأنها “مسرحية”، والذين شاركوا في العملية الانتخابية هم أساسا من أنصار السيسي، ولدينا شكوك في النتائج المعلنة والتلاعب في الأرقام خاصة في نسبة الحضور، لأننا كنا موجودين أمام اللجان وكان الإقبال ضعيفا، واستطرد قائلا لـ “الخبر”: “المؤيدون للسيسي وضعوا فيه آمالا كبيرة، لكننا لا نرى ذلك نهائيا، لكن الأمل يبقى في الشعب نفسه الذي سيحدد قراراه ومصيره بنفسه، وأتوقع بأن نظام السيسي وسياساته لن تختلف عن مبارك أو مرسي، وعليه فنحن نعمل حاليا كمعارضة على إعادة ترتيب البيت من جديد، حتى نتصدى لقرارات السيسي الخاطئة، وسندعم قراراته التي ستخدم الشعب والوطن”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات