سيّدة تطلب النّصيحة بخصوص الكلام في النّاس بالغيبة والنّميمة، فكيف السّبيل إلى اجتنابها ونحن مقبلون على شهر رمضان؟

+ -

 إنّ حصائد الألسُن قد ترفع العبد إلى أعلى الدّرجات كما قال تعالى: {إليه يصعَد الكَلِمُ الطيِّب والعملُ الصّالح يرفعُه}، وقد يهوي به في أسفل السّافلين، كما جاء عن عُبَادة بن الصّامِت رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أشار إلى فيه وقال: “الصّمتُ إلاّ من خير، فقال له مُعاذ: وهل نؤاخَذ بما تكلّمت به ألسنتنا؟ فضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فَخِذ معاذ، ثمّ قال: “يا معاذ ثكلتك أمّك، وهل يُكبُّ النّاس على مناخرهم في جهنّم إلاّ ما نطقت به ألسنتهم.. فمَن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليسكت عن شرٍّ”، ولحديث أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “إنّ العبد ليتكلَّم بالكلمة من رضوان اللّه لا يُلقي لها بالاً يرفعه اللّه بها درجات، وإنّ العبد ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنّم” أخرجه البخاري ومسلم.والغيبة وهي ذِكْرُكَ أخاك بما يكره، من أخطر آفات اللِّسان الّتي يجب أن يجتنبها المسلم، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “المسلم مَن سَلِم المسلمون من لسانه ويده” أخرجه البخاري ومسلم، وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المنبر فنادى بصوت رفيع: “يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يُفْضِ الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيّروهم ولا تتّبعوا عوراتهم فإنّه مَن يتّبِع عورة أخيه المسلم تتبَّع اللّه عورته، ومَن تتبَّع اللّه عورته يفضحه ولو في جوف رَحله” رواه الترمذي، وعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “لمّا عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوهَهم وصدورهم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الّذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم” رواه أبو داود.وكذلك النّميمة وهي المشي بين النّاس بما يُفرّقهم ويولّد الكره والشحناء بينهم، وقد تؤدّي إلى التّناحر والتّقاتل، لهذا حذّر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم منها وقال: “لا يدخل الجنّة نمّام” وفي رواية: “لا يدخل الجنّة قتّات”، وقد ذكر صلّى اللّه عليه وسلّم أنّها من أسباب عذاب القبر، فقد مرَّ صلّى اللّه عليه وسلّم على قبرين فقال: إنّ صاحبيهما يُعذّبان، وذَكَر أنّ أحدهما كان يمشي بين النّاس بالنّميمة.نسأل اللّه أن تكون هذه الأحاديث سببًا في توبة وإقلاع الجميع من هذه الكبائر المهلكات والآفات الخطيرة على الفرد وعلى المجتمع وعلى الأمّة بأسرها. ولنجعل شهر رمضان وهو على الأبواب فرصة للتوبة والإقلاع عن هذه المعاصي، والعزم على عدم الرجوع إليها. واللّه الموفق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات