+ -

 تحوّلت جلسة تقديم التقرير النهائي للجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، أمس، من مسرح لتهنئة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن فوزه المستحق بكرسي المرادية، إلى حلبة مناوشات كلامية بين أعضاء اللجنة، ليقلب ممثل حزب عهد 54 في اللجنة، محمد صديقي، الطاولة على رئيس اللجنة، فاتح بوطبيق، ويتّهمه بالانفراد في صياغة التقرير النهائي، الذي جاء، حسبه، لـ«يكذب على الجزائريين ويخفي الوقائع الحقيقية التي ميّزت سير الانتخابات الرئاسية”.فاجأ محمد صديقي، ممثل المترشح فوزري رباعين، ثلاثي الموالاة الذي انفرد، أمس، بتقديم التقرير النهائي بمقر اللجنة، بحضوره غير المرغوب فيه، برفقة زميله سيد أحمد عقابة، ممثل المترشح موسى تواتي، اللذين توعّدا بتقديم التقرير الحقيقي حول سير عملية الانتخابات الرئاسية خلال الأيام المقبلة، والذي سيتضمن، حسبهما، الدلائل التي تثبت أن الانتخابات كانت مزوّرة، وهو عكس ما روّج له بوطبيق في ندوته الصحفية التي هنّأ فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بفوزه، مؤكدا بأن الانتخابات “جرت في ظروف عادية”، موضحا بأن مضامين الإخطارات التي تلقّتها اللجنة لا ترقى لتشكّك في مصداقية الانتخابات، رغم اعترافه، في سياق آخر، بأن اللجنة تلقّت إخطارات متعلقة باستعمال أملاك الدولة واستغلالها في الحملة.ولم يجد بوطبيق حلا للخروج من الورطة التي وضعه فيها محمد صديقي سوى وصف الرجل بـ«غير الديمقراطي والذي لا يمثّل إلا نفسه”. لكن صديقي أعلن تبرّؤه من التقرير الصادر عن اللجنة، واتهم بوطبيق بالكيل بمكيالين، مشيرا إلى أنه رفض الاتصال ببن فليس لتعويض ممثله في اللجنة، عقب إصابته بوعكة صحية خلال الأيام الأخيرة لصياغة التقرير، في الوقت الذي جُمّد فيه عمل اللجنة لمدة 15 يوما، في انتظار عودة ممثل بوتفليقة المريض (ساحلي).كما تحدّى صديقي رئيس اللجنة تقديم تقارير البلديات الموقعة من قِبل ممثلي جميع المرشحين للرئاسيات، وهو ما يعني أن اللجنة اعتمدت على تقارير غير معتمدة من قِبل جميع أعضاء اللجنة. أما ممثّل تواتي فقال عن الرئاسيات بأنها “مزوّرة وفاقدة لشرعية الشعب وسنوافيكم بكل صغيرة وكبيرة عنها”.من جانبه، أعلن رئيس اللجنة أن الأخيرة انتهت من إعداد ومناقشة تقريرها التقييمي، وستسلمه لرئاسة الجمهورية قريبا، دون أن تحدد تاريخا لتسليم تقريرها. وجاء الإعلان عن جاهزية التقرير حول مجريات الرئاسية الأخيرة بعد مرور قرابة شهرين من تاريخ إجرائها، وهو ما يظهر الصعوبات التي واجهتها اللجنة، خصوصا أمام غياب التوافق ما بين أعضائها الـ6 الممثلين للمرشحين المشاركين في الرئاسيات، بخصوص حدوث “التزوير” من عدمه، وهي الحلقة الصعبة في التقرير. لكن رغم هذا التأخير المسجل والمبرر من قِبل بوطبيق، بغيابات أعضاء اللجنة (المرض)، يبقى التقرير محلّ اهتمام العديد من الجهات السياسية والحزبية، بالرغم من مباشرة الرئيس الفائز لمهامه رسميا وأدائه اليمين الدستورية، خصوصا ما تعلّق بالملاحظات والتوصيات الواردة فيه لتحسين تنظيم العملية الانتخابية في المستقبل وإبعاد كل النقائص والاختلالات.لكن الموعد الذي اختارته اللجنة لتنظيم ندوتها الصحفية وتوقيت الإعلان عنها (إرسال فاكس على الساعة الثانية زوالا و21 دقيقة لبرمجة ندوة صحفية في اليوم نفسه على الساعة الرابعة)، وتزامنا مع انطلاق أكبر تجمّع كروي عالمي (كأس العالم بالبرازيل)، يظهر أن لجنة بوطبيق لا تريد أي صدى إعلامي لتقريرها (عدم صدور أغلبية اليوميات) وربما تريد التخلّص من هذا العبء الثقيل (التقرير) ليس إلا. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات