أكد منير بوخريصة رئيس رابطة ثقافة وفنون لبلدية سطيف والمشرف على المهرجان الوطني للأغنية الرياضية 2013، أن فكرة المهرجان جاءت نتيجة توصيات الملتقى الوطني الأول حول الأغنية الرياضية نوفمبر 2009، حيث شهدت مشاركة العديد من القطاعات والمهتمين والفنانين وممثلي الفرق والنوادي الوطنية، وذلك بعد المنعرجات الخطيرة التي كادت تعصف بسير المباريات، والروح الرياضية التي تجمع نوادي الجزائر، من خلال التحول الواضح من أغانٍ رياضية تدعو إلى الحب والأخوة إلى أغانٍ تدعو إلى العنف وكره المنافس، وإلى التغني بالفرق الأجنبية والهجرة إلى بلدان الضفة الأخرى من المتوسط، بل أغلبها تحمل كلمات تعتدي على الذوق العام وتتهجم على الفرق الأخرى بكلمات قاسية.الصادق جمعاوي: الكلمة الهادفة يقدمها الفنان الذي عاش مع اللاعبينعبر المطرب والفنان الصادق جمعاوي عن غضبه الكبير من عدم الاهتمام بالفن الرياضي والأغنية التشجيعية التربوية بالنسبة للجهات الوصية، وراحت في مقابل ذلك تهتم بصفقات الإشهار والترويج لمحاربة العنف في الملاعب بأموال ضخمة، وكان الأجدر حسبه أن تستثمر أموالا في تكوين جيل من الفنانين لمرافقة الأنصار في الملاعب والاحتكاك بهم، ومن ثم إصدار ألبومات يتغنى بها الأنصار في كل مكان. وقال صاحب أغنية ”جيبوها يا لولاد” في حديث سابق لـ”الخبر” على هامش المهرجان الوطني للأغنية الرياضية بسطيف، ”قلت للمسؤولين عن الفاف خلال لقاء بوركينافاسو أنا لا أحتاج تذكرة لدخول الملعب، بل أنتم من يحتاج الفنانين للدخول بين الأنصار لتحفيزهم وتشجيعهم، وبالتالي تشجيع المنتخب الوطني للتأهل إلى مونديال البرازيل”.وفي ذات السياق وعن مدى التزام الأغنية الرياضية الحالية بالكلمة الهادفة، قال جمعاوي إن الكلمات التي تصدر من قلب الفنان هي من يكون لها صدى في أوساط الجماهير، بدليل أن كلمات أغانيه لا تزال تردد إلى الآن، فالسر هو أن الفنان يغني بمشاعر لا تختلف عن مشاعر الرياضي أو المشجع أو حتى الوزير، فالكل يريد تأهل المنتخب الوطني، ويضيف ”أنا لم أشاهد المباراة في التلفزة، وأغلقت الأبواب والنوافذ وحتى الهاتف النقال، وكاد قلبي يتوقف عن الخفقان، وهذا كله من أجل المنتخب الوطني، وأثناء ذلك يمكن أن تحمل قلما وتبدأ في كتابة الكلمات التي تخرج بصدق، أما أن تنتظر إلى غاية نهاية الأمر ثم تبدأ في وضع كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع فهذا هو العبث”. من جهة أخرى وفي سؤال لـ”الخبر” عن دور الفنان المختص في الأغنية الرياضية في تأطير الجماهير والشارع الرياضي، قال صادق جمعاوي ”سجلت أكثر من 150 أغنية رياضية، يجب على الفنان أن يعيش مع اللاعبين والطاقم الفني والتقني، ومن لم يعش معهم لا يمكن أن يوصل إلى الجماهير شعورهم، فأنا عشت مع منتخب الثمانينات لحظة بلحظة، أكلت معهم وحضرت التدريبات وسافرت وحضرت ندوات صحفية مع اللاعبين، ولهذا يجب أن أكون رياضيا قبل أن أكون فنانا”.الفنان محمد المازوني:لا للأغاني الرياضية التي تشجع على العنفاعتبر الفنان محمد المازوني تأهل المنتخب الوطني ذا طابع سياسي واقتصادي وثقافي، لذلك يجب ألا نروج لأغانٍ رياضية تحمل كلمات غير مناسبة وتشجع على العنف والكراهية بين أفراد الشعب الواحد. ودعا المازوني في حديثه لـ ”الخبر” إلى إخراج الأغنية الرياضية عن طابع المناسبات، رغم أن تأهل المنتخب الوطني هي مناسبة لإدخال البهجة في كل بيت، إلا أن محطات المنتخب كثيرة ويجب استغلالها”. وعن الأغاني التي تدرج فيها كلمات منافية للروح الرياضية قال المازوني ”على الفنان أن يبتعد عن المتاهات، خاصة أن الشاب الجزائري يمتاز بالعنفوان والقوة، ويمكن أن تثار غرائزه بمجرد الاعتداء على فريقه أو حتى على أحد اللاعبين الذين يحبهم”. ويرى المازوني من جهة أخرى أن الأغنية الرياضية مجال لتعارف الشعوب وهي نواة لتوحيدهم، بدليل أن من الأغاني ما صار يكتسي طابع العالمية، لذا فالمازوني يؤكد بأن كلماته استقاها من جميع نواحي الوطن، من وهراني، صحراوي، شاوي، سطايفي وأمازيغي، وهو ما يجعل الجمهور يتفاعل معها كثيرا.الفنان تشير عبد الغني:أتمنى أن يصاحب الفريق الوطني فنانون يؤدون الأغاني الرياضيةتمنى صاحب أغنية ”ياسيدي الخير عامر لحرار” تشير عبد الغني لو رافق الفريق الوطني عدد من الفنانين المختصين في الأغنية الرياضية، وهذا من أجل الاحتكاك بهم وتقديم أغانٍ واقعية عن المنتخب، فكلمات الأغاني لابد أن ترتبط بمراحل التتويج والفرحة. وعاد الفنان تشير عبد الغني إلى أغنيته الشهيرة التي أداها مباشرة على أمواج الإذاعة الوطنية ومن ملعب 8 ماي 45، عندما حصل وفاق سطيف على كأس إفريقيا للأندية البطلة، واعتبر أن الأغنية التي يستطيع أن يغنيها الأطفال في المنزل والمدرسة والشارع دليل على النجاح ومؤشر على عدم موتها مع مرور الزمن.أمين تيتي: أنا أغني للفريق الوطني فقطعبر الفنان أمين تيتي عن رفضه الغناء لأي من نوادي الجزائر سواء في كرة القدم أو غيرها، لأنه لا يُفضل أن يُصنف في أي جهة، وقد يحرم ذلك الكثيرين من استماع أغانيه. كما انتقد من جانب آخر بشدة كل الأغاني التي تحرض كلماتها على العنف والكراهية. ودعا في مقابل ذلك إلى إدخال كلمات وطنية مثل الشهداء والثورة والعلم والوحدة وغيرها إلى كل الأغاني، من أجل الحفاظ الروح الوطنية. وعن تأهل المنتخب الوطني وبداية موجة من الأغاني حول الإنجاز التاريخي، قال أمين ”الكل يريد أن يفرح بمن فيهم الفنان، فهو مناصر بالدرجة الأولى، أنا سجلت أغنيتين للفريق الوطني بمناسبة مباراة أم درمان، وقد طرحتها من دون أي مقابل، فهذه الفرحة لا تعني أننا نريد الربح من ورائها، غير أن انتقاء الكلمات المناسبة واجب لإعطاء صورة جيدة عن الوطن وعن الشعب الجزائري.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات