خليفة استعمل أموال ”محطات التحلية” في شراء فيلا ”باغاتيل”

+ -

بدأ محامو عبد المومن خليفة مرافعاتهم الدفاعية، أمس واليوم، في جلسات المحاكمة التي تدور أطوارها ”غيابيا” بمحكمة نانتير الفرنسية، في وقت طالبت النيابة العامة للمحكمة، أمس الأول، بتسليط عقوبة السجن بثلاث سنوات في حق الملياردير عبد المومن رفيق خليفة، وعقوبات أخرى متفاوتة في حق 10 متهمين آخرين في القضية.نقلت جريدة ”لوموند” الفرنسية، في عددها أمس، جانبا مما دار في جلسات محاكمة عبد المومن خليفة. وقالت إن القضية الأكثر إثارة في الجلسات، كانت تلك الخاصة باقتناء فيلا ”باغاتيل” التي تبلغ مساحتها 5000 متر مربع على شواطئ ”كوت دازير” الشهيرة. وحول هذه القضية ذكر محمد أمين شاشوة، الذي يوصف بالذراع الأيمن لخليفة، في جلسات المحاكمة، أن ”الفكرة في البداية كانت في كيفية جذب المستثمرين إلى الجزائر، فقلنا لماذا لا نشتري فيلا صغيرة على أطراف البحر؟”، وفي جوان 2002 في ”مهرجان كان” أعطى رفيق خليفة موافقته.ثم تطورت نية شراء فيلا صغيرة، حسبه، إلى ”اقتناء واحد من أجمل القصور في الجنوب الفرنسي، مكون من ثلاث فيلات: باغاتيل 2500 متر مربع بخمس طوابق، ماتشوت 1000 متر مربع بثلاثة طوابق وفيرفنت 950 متر مربع مكونة من خمسة طوابق، إلى جانب حوضي سباحة خارجيين، وحمامات وشلالات وحمامات جاكوزي، ومسابح داخلية”.وفي هذه النقطة، سألت رئيسة المحكمة، تضيف الصحيفة: كان الثمن 35 مليون أورو (37 مليون دولار مع الأعباء) ألا تعتقدون أن ذلك كان مجنونا نوعا ما؟ اعترف شاشوة: ”لقد فقدنا في تلك اللحظة الإدراك بالأسعار المعروضة علينا”. وأضاف: ”لقد بلغت الأعباء الشخصية الخاصة بتسيير الفيلا فقط حد 34 ألف أورو شهريا”.وحسب الصحيفة، بدأت الشكوك الجدية في الحفل الضخم الذي نظمه خليفة بمناسبة إطلاق قناته، في 3 سبتمبر 2002، بحضور نجوم السينما ورجال الأعمال والسياسة، عن مصدر تمويل تلك الإقامة الفاخرة. وما زاد من الشكوك أيضا إعلان خليفة عن اقتناء خمس محطات تحلية مياه البحر لفائدة الجزائر، بقيمة إجمالية تقدر بـ67 مليون دولار، ولكنه دفع فقط 26 مليون دولار للشركة السعودية التي باعت له التجهيزات.هذه الشكوك جعلت جهاز المراقبة في فرنسا ”تاكفان” يشتبه في وجود عملية واسعة لتبييض الأموال، حيث استعملت بقية أموال صفقة محطات التحلية في شراء فيلا باغاتيل.وفي بداية سنة 2003 كان مجمع الخليفة يمر بمرحلة حرجة، ومالكه فر إلى لندن ثم قرر بيع فيلا باغاتيل بسرعة بسعر 16 مليون أورو، وهو نصف المبلغ الذي اشترى به الفيلا، لمؤسسة عقارية يملكها ”دومينيك أوتي لوغوي” وهو أحد المقربين منه، تقاضى 4 ملايين أورو كعمولات من قبل خليفة نظير خدماته.وروت الصحيفة أن رئيسة المحكمة ”سيريدي غارنيي” طرحت، في افتتاح الجلسات، سؤالا مفاده : كيف استطاع هذا الرجل بناء إمبراطورية انهارت بسرعة فاقت حتى سرعة إنشائها؟ وذلك على المتهمين في القضية في غياب المتهم الرئيسي عبد المومن خليفة الموجود في السجون الجزائرية، من بينهم زوجته نادية أميروشان، ومساعديه الرئيسيين ومسيري مؤسساته في فرنسا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: