أشرف، صبيحة أمس، اللواء بوسطيلة، قائد سلاح الدرك الوطني، على الافتتاح الرسمي لمقر القيادة الجهوية لحرس الحدود ببلدية العوينات شمالي تبسة، بعد الأمر بتحويلها من قسنطينة إلى تبسة، وذلك دعما لوحدات حرس الحدود على خلفية تداعيات الأوضاع الأمنية بالحدود الجزائرية مع دول الجوار. وتأتي هذه الخرجة الميدانية للواء بوسطيلة مرفوقا بقيادات، لتكريس الوقوف الميداني على دعم وحدات حرس الحدود وفرق الدرك الوطني للبلديات التي تقع في نقاط التماس مع الجمهورية التونسية، بالنظر لكون ولاية تبسة تتواجد على مسافة 300 كلم طولي من مجموع الحدود الإجمالية مع الحدود التونسية التي تمتد على مسافة 1000 كلم بالشريط الحدودي الشرقي، سيما بعد الاتفاقيات بين الجارتين تونس والجزائر على تنسيق جهود مراقبة الحدود باستخدام أحدث أجهزة الاتصال والرادار، وبالنظر أيضا إلى أن ولاية تبسة تقابل مباشرة ولاية القصرين التونسية من جهة جبل الشعانبي والذي يظهر مباشرة من جهة جبل بودرياس والحويجبات، انطلاقا من الأراضي الجزائرية. هذه المنطقة التي تشهد نشاطا مكثفا للجماعات الإرهابية لقاعدة المغرب الإسلامي، ونفذت عدة عمليات بين تونس والجزائر، وكانت آخرها المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية التونسي، والتي أسفرت المتابعات والملاحقات فيها لمصالح الأمن التونسي عن مقتل شخصين على مقربة من حدود تونس والجزائر في الأيام الأخيرة. وتعمل الجزائر حاليا على تواجد مكثف للقوات المشتركة في مكافحة الارهاب لتجاوز عتبة 12000 عسكري على طول مثلث الحدود التونسية الجزائرية الليبية، سيما بعد تفكيك مجموعة دعم لوجيستي ببلدية فركان كانت ”الخبر” قد تطرقت لها في حينها الأسبوع الماضي. وضمن هذا السياق، أعطى اللواء بوسطيلة رسميا الضوء الأخضر لافتتاح مقر القيادة الجهوية لحرس الحدود الجديد، الذي تم تحويله من قسنطينة إلى بلدية العوينات بتبسة، والتي تدعمت بجميع المعدات، منها طائرات للطلعات الجوية. وأبدى قائد الدرك غضبا شديدا أثناء زيارته لمركز التدريب بعين زروق لثاني مرة في أقل من عام، وهدد المقاولات المسند لها المشروع وبعض الهياكل الأخرى الخاصة بالإيواء والتدريب بتبسة بفسخ عقود الصفقات أو جرها لأروقة العدالة إذا لم تسارع في دعم ورشات الأشغال وإتمامها في حينها، بعدما لم تتجاوز نسبة الإنجاز بالمركز 57 بالمائة والذي يتربع على 43 هكتارا. وتجري حاليا مواصلة الجهود من أجل تسريع عملية استغلال 63 برجا للمراقبة للحدود الجزائرية التونسية، بمعدل برج مراقبة واحد لكل 3 كلم، وهي الإجراءات التي أوشكت على نهايتها بنسبة 100 بالمائة، في انتظار استكمال بقية النقاط لمحاصرة تحركات المهربين والإرهابيين لحماية الحدود الشرقية.وكانت للواء بوسطيلة وقفة ميدانية لتفقد مشاريع وهياكل أخرى، منها المركز المتقدم لحرس الحدود ببوشبكة ببلدية الحويجبات، إضافة إلى سرية تابعة لذات المركز جارية الأشغال بها. وشدد في تعليماته على احترام آجال الإنجاز لهذه الهياكل الحساسة التي لا يسمح بالتماطل فيها لمضاعفة جهود تأمين الحدود ورصد تحركات مافيا التهريب والجماعات المسلحة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات