38serv
وضعت الإحصائيات المنتخب الوطني لكرة القدم، كأضعف منتخب يشارك في مونديال البرازيل من بين الـ32 المشاركة في هذا الحدث الكروي العالمي، في أعقاب إجراء الجولة الأولى من المنافسة الرسمية، في المجموعات الـثمانية . لغة الأرقام هذه المرة والمعتمدة من قبل الاتحادية الدولية لكرة القدم، صنفت المنتخب الوطني كأضعف منتخب يشارك في هذه الدورة، بعد الخسارة التي مني بها أمام بلجيكا في افتتاح مباريات المجموعة الثامنة بنتيجة (2/1)، وهي المباراة التي لم يظهر فيها “الخضر” أي شيء يستحق الذكر، باستثناء أنه دافع بأكبر عدد ممكن من اللاعبين طيلة سبعين دقيقة كاملة، ولم يحاول الوصول إلى مرمى الحارس البلجيكي كورتوا إلا مرة واحدة فقط، مقابل عشر مرات لتشكيلة المدرب مارك ويلموتس التي كادت تصل إلى شباكنا في أكثر من سبع مناسبات حقيقية للتهديف، لولا التدخلات الموفقة للحارس رايس وهاب مبولحي الذي كان، حسب المتتبعين هنا بالبرازيل، الخيار التقني الوحيد الذي كان في صف مدرب الخضر.كل منتخب في هذا المونديال معرض للخسارة أو الربح أو التعادل، فهذه أبجديات كرة القدم، لكن أن تلعب من أجل البقاء في المنطقة، دون القيام بأي هجمة منسقة طيلة الـ90 دقيقة، فهذا يعني أن المنتخب اعتمد طريقة “اللعب السلبي”، وهو ما يتنافى مع الكرة الحديثة ويتنافى أيضا مع مبادئ “الكوتش” وحيد الذي أكد في العديد من المرات أنه تمكن بمرور ثلاث سنوات كاملة منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب خلفا لبن شيخة المقال، أنه من هواة الهجوم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين والدفاع بالعدد نفسه، منتهجا المقولة الشهيرة “المنتخب يلعب بالكتلة الدفاعية والهجومية وصد المنافس في منطقة عملياته”.تسعة مدافعين في كتلة واحدةهذه المبادئ لم نرها في مباراة بلجيكا، بل شاهدنا منتخبا جزائريا محدود الإمكانات، ويلعب بتسعة لاعبين في الدفاع، بما فيهما فيغولي الذي تحوّل إلى مدافع أيمن ثاني قبل مهدي مصطفى، والشيء نفسه بالنسبة لمحرز الذي أصبح مدافعا أيسر قبل فوزي غلام، وحتى سوداني وجد نفسه في وضعيات عديدة مجبرا على العودة إلى وسط الميدان الدفاعي لـ”الخضر” لمساعدة بن طالب وتايدر، وبدرجة أقل مجاني الذي كاد يغمى عليه في الشوط الثاني من شدة التعب الذي نال منه جراء المراقبة اللصيقة لإيدوين هازار.ولم يجد الأخصائيون، ممن تحدثت إليهم “ الخبر” في أعقاب مباراة بلجيكا، أي تفسير منطقي لطريقة اللعب التي انتهجها المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، الذي صوّب لاعبيه ثلاث مرات نحو المرمى كلها خارج الإطار، مقابل 16 مرة للمنتخب البلجيكي، إلا أن التقني البوسني لم يوظف لاعبيه بالطريقة المثلى فوق البساط الأخضر، والأكثر من هذا طلب منهم الدفاع لتخفيف الأضرار فقط.مباراة بلجيكا معيار للكرة الجزائريةصحيح أن المتتبعين رشحوا المنتخب البلجيكي منذ البداية لقول كلمته في المجموعة الثامنة والذهاب بعيدا في هذه المنافسة الكروية العالمية، لما يملكه من لاعبين ممتازين ينشطون في أكبر النوادي الأوروبية، لكن أن لا يقوم المنتخب الوطني بأي جهد هجومي، فهذا ما لا يعكس التصريحات التي أدلى بها المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش في الندوة الصحفية التي سبقت المباراة بيوم، والتي حضرتها “الخبر” وقال فيها إن أشباله سيعملون المستحيل لمحو مباراة ألمانيا في مونديال 1982 من ذاكرة الجزائريين وجعل مباراة بلجيكا، معيارا جديدا للكرة الجزائرية.صحيح أن الذي حدث أمام بلجيكا سيبقى معيارا للكرة الجزائرية من حيث اللعب السلبي، لكن أن يصل الأمر إلى حد عدم قدرة اللاعبين على مواصلة المقابلة بدنيا ونفسيا وحتى تكتيكيا، فهذا أمر لابد من التوقف عنده، خاصة وأن حاليلوزيتش أجهد لاعبيه خلال التحضيرات لتجهيزهم بدنيا، كما قال، لكن أن يطلب ثلاثة لاعبين التعويض قبل نهاية المقابلة بأكثر من عشر دقائق، فهذا أمر غير منطقي ويطرح العديد من التساؤلات الخاصة بمنهجية التحضير البدني الذي اعتمد عليها المدرب الوطني في تجهيزه لكتيبة المنتخب للمونديال؟نقطة أخرى وجب التوقف عندها، وهي أن المنتخب استحوذ على الكرة بنسبة 35 في المائة دون فائدة، مقابل 65 في المائة للمنتخب البلجيكي، خاصة وأن اللاعبين الجزائريين طيلة الـ90 دقيقة لم يصوبوا إلا ثلاث مرات نحو مرمى حارس المنتخب البلجيكي، كما أنهم لم يهددوا إلا مرة واحدة، وهو ما يعني أن كل الكرات الجزائرية كانت نحو الوراء وليس نحو الأمام.وبالرغم من أن الجميع يدرك أن حظوظ المنتخب الوطني لا تزال قائمة في محو سيناريو مباراة بلجيكا الكارثي في المقابلتين القادمتين، إلا أن الأخصائيين يدركون أن مباراة أول أمس ستترك لا محالة آثارها على التشكيلة الوطنية من الناحية البدنية، لأن رفاق فيغولي بذلوا جهودا كبيرة دون عقلانية وبطريقة أوحت بأننا نشاهد حصة تدريبية “هجوم ضد دفاع”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات