لم يخطئ وحيد حاليلوزيتش، مدرّب المنتخب الوطني، حين وعد بمفاجآت في المباراة الأولى بين الجزائر وبلجيكا، خلال الندوة الصحفية التي نشطها ليلة المباراة، حيث ترك حاليلوزيتش الانطباع بأن المفاجأة ستكون سارة.وعد حاليلوزيتش تحقق، لكن بصورة معاكسة، فقد حدثت فعلا مفاجأة وظل الجميع يتحدث عن مباراة “الخضر” أمام بلجيكا في المدرجات وفي المركز الإعلامي، كون المنتخب الجزائري لفت كل الأنظار بخطته الدفاعية المبالغ فيها وعدم قدرتهم خلال الشوط الثاني على الوصول إلى مرمى الحارس كورتوا، بل بعدما فشل المنتخب في القيام بثلاث تمريرات في الشوط الثاني.التعليقات كانت كثيرة ومختلفة، فهناك من قال من بين الصحافيين الجزائريين الذين أثرت عليهم كثيرا “ظننت أن المنتخب الجزائري لم يخرج من غرف تغيير الملابس في الشوط الثاني”، ليضيف آخر “هذه هي المفاجأة التي وعدنا بها حاليلوزيتش، منتخب لا يقوى حتى على الوصول إلى مرمى المنافس طيلة شوط كامل”.ولم يفوت أحد الصحافيين الإيطاليين المتواجدين في المركز الإعلام الفرصة للتعليق على خطة وحيد حاليلوزيتش حين علم بأننا صحافيون جزائريون، حيث قال ماسيمو فرانشي من موقع “توتو سبور” الإيطالي “ماذا دهى مدربكم، لم أر في حياتي منتخبا أو فريقا يلعب بمثل هذه الخطة الدفاعية المبالغ فيها”، مضيفا “كيف كان يريد تسجيل الأهداف بتلك الطريقة، هذا أمر لا يصدق”.واقترب منّا أيضا صحفي من كوريا الجنوبية كنا قد التقينا به ليلة المباراة وحاول الاستفسار عن موعد عودة “الخضر” إلى سوروكابا، لكنه بعد المباراة عاد إلينا أمس وجعلنا نفهم بأنه تفاجأ للخطة الدفاعية الغريبة للمنتخب الجزائري، ليقول “لديكم منتخب يدافع، نعلم بأن أفضل لاعبيكم هم من المهاجمين، على غرار فغولي وسوداني.” مباراة المنتخب الجزائري جعلت أحد الصحافيين البرازيليين الذي كان حاضرا بجانب الإعلام الجزائري يقول: “هذه ليست مباراة كرة قدم، لم نشاهد أي شيء، لا يوجد عروض ولا فرجة ولا أي شيء”. بينما صرحت صحفية من “ليكيب” موجهة كلامها إلينا “لا يمكنكم أن تسجلوا أهدافا وتحققوا انتصارات بمثل هذا اللعب السلبي، هذا غير ممكن إطلاقا”، فيما صرح صحفي فرنسي من لوباريزيان بقوله “لم نشاهد مباراة في كرة القدم اليوم”.غابت الـ500 تمريرة واللعب الهجومي في الاختبار الحقيقيحاليلوزيتش الذي أراد أن تكون مباراة بلجيكا مرجعا جديدا للكرة الجزائرية وأفضل من ملحمة خيخون، نجح فقط في جعل كل العالم يكتشف بأن ثمة منتخب من بين 32 منتخبا في المونديال من جاء إلى البرازيل من أجل الدفاع وليس الهجوم، ما يجعل فعلا من مباراة بلجيكا مرجعا في المستقبل.ولم نشاهد في مباراة المنتخب الجزائري أمام نظيره البلجيكي التي تعتبر أقوى اختبار للمدرب حاليلوزيتش منذ توليه تدريب “الخضر”، ذلك اللّعب الهجومي الذي طالما واجه به الإعلام الرياضي الجزائري حين يثمّن إنجازاته مع المنتخب، بينما لم يقو المنتخب على إعادة الـ500 تمريرة في كأس أمم إفريقيا التي سجلها موقع “الفاف” ولم يقدم المنتخب سوى اللعب الدفاعي السلبي، وهي الطريقة التي جعلت حاليلوزيتش لا يختلف عن رابح سعدان، رغم أنه كان من أكبر المنتقدين لحصيلة “الشيخ” في العديد من المرات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات