المدرّب المحلّي لمنتخب غانا يكذب معطيات حاليلوزيتش

38serv

+ -

 أكد منتخب غانا، مرّة أخرى، مجاراته لمستوى أعرق المنتخبات الكروية في العالم، من خلال المباراة “النموذجية” التي لعبها أمام أحد أكبر المنتخبات المرشحة لنيل اللقب العالمي، ألا وهو المنتخب الألماني، حيث جانب الفوز، لولا حنكة وحسن تمركز المهاجم الكهل كلوزه الذي دخل بديلا متعطشا لمعادلة الرقم القياسي في تسجيل الأهداف في المونديال، الذي كان بحوزة البرازيلي رونالدو (15 هدفا). ورغم الفارق في مستوى المنتخبين من كل النواحي، فقد خاض منتخب “النجوم السوداء”  المقابلة في الجولة الثانية من المجموعة السابعة، دون مركب نقص، إيمانا من رفاق آندري أيو بقدرتهم على تعطيل “الماكينة” الألمانية، بفضل العمل البسيكولوجي الكبير الذي قام به المدرب المحلّي جيمس كويزي أبيا لمنح الثقة لأشباله، ما سمح لرفاق القائد جيان بالتحرّر نفسيا وخوض المواجهة دون ضغوط، وتجلى ذلك واضحا فوق المستطيل الأخضر، من خلال التنظيم الجيد وانسجام بين الخطوط الثلاثة وحرارة في اللعب، إلى درجة تفوق الغانيين، في أغلب الحالات، في الصراعات الثنائية بجميع أشكالها، إضافة إلى الضغط على المنافس في منطقته لحرمانه من بناء اللعب وشن هجمات خطيرة، رغم الأسماء الثقيلة التي تزخر بها التشكيلة الألمانية. ولولا أنانية اللاعب جوردان أيو الذي أراد أن يكون نجم المباراة عندما فضل القيام بلقطة فردية بدل التمرير إلى زميله أسامواه جيان الذي كان في وضع جيد لـ “قتل” المباراة ، لانتهى اللقاء بفوز منطقي لمنتخب غانا على حساب قاهري زملاء أحسن لاعب في العالم كريستيانو رونالدو في الجولة الأولى من ذات المجموعة (4/0). صحيح أنه يصعب على “برازيليي” القارة السمراء تكرار سيناريو مونديال (2010) بجنوب إفريقيا بوصولهم إلى الدور ربع النهائي، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى الدور نصف النهائي لولا ضربة الجزاء التي ضيّعها أسامواه جيان في الوقت بدل الضائع أمام منتخب الأوروغواي، لأنه يصعب عليهم تجاوز عقبة البرتغال في الجولة الأخيرة للتأهل إلى الدور ثمن النهائي، غير أن التاريخ يبقى شاهدا على المباراة الكبيرة التي أداها أحفاد النجم السابق أبيدي بيلي في معقل الكرة المستديرة البرازيل، بفضل حنكة مدرب محلّي، اهتدت إليه اتحادية هذا البلد، لأول مرّة، بعد أن كان المشرفون على الكرة يستغنون عن المدربين المحلّيين الذين يقودون المنتخب إلى التأهل، وانتداب مدربين أجانب للإشراف على المنتخب في النهائيات.وإذا كانت الجزائر السبّاقة في الاعتماد على “البضاعة المحلية “ في مجال التأطير الفني للمنتخب الوطني، وهي السياسة التي أعطت ثمارها، من خلال المشاركة الإيجابية في أول مونديال لها عام 1982، فإن سياسة قصر دالي إبراهيم تغيّرت رأسا على عقب في السنوات الأخيرة، حيث أضحى الرجل الأول محمد روراوة لا يؤمن بإمكانات الكفاءات التقنية الجزائرية، من خلال انتدابه لمدرب أجنبي للأكابر، وهو البوسني وحيد حاليلوزيتش، ومنتخب أقل من 20 سنة ألا وهو الفرنسي جان مارك نوبيلو، دون أن يتم تحقيق نتائج في مستوى الأجور التي رصدت للمدربين، حيث خرج الشبان من كأس أمم إفريقيا 2013 التي احتضنتها الجزائر في الدور الأول، في حين كانت مشاركة الأكابر في كأس أمم إفريقيا 2013 كارثية بجنوب إفريقيا، لتتواصل الخيبة في مونديال البرازيل، رغم الأموال المفرطة التي أهدرت لتشكيل منتخب قادر على الوصول إلى الدور الثاني، ونستدل فقط بالفارق في راتب مدربي المنتخبين الجزائري والغاني، حيث يتقاضى وحيد حاليلوزيتش 750 ألف أورو سنويا، في حين لا يزيد أجر المدرب جيمس أبيا عن 190 ألف، ليكتفي “حاليلو” في النهاية بإيهام الرأي العام الكروي في الجزائر بأن منتخبنا هو الحلقة الأضعف في مونديال 2014.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات