عاد والعود أحمد، عاد ليعود بنا إلى حياة ملؤها الإيمان والأشواق، ليُرقِّق القلوب ويزكّي النّفوس لتسمو إلى عالم من الكمال مع السّالكين إلى ربّ العالمين، ها قد لاح في الأفق هلاله وأبان للعاشقين بهائه وصفائه ليقول ها قد عدتُ فهل عدتم؟نعم علينا أن نعود، لأنّ ربّ العزّة أمر بذلك فقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّه إنَّ اللّه يَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعًا}، وقال أيضًا: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا}.وإذا كانت الحياة ساعة فساعة فإنّ ساعة الجدّ والارتقاء بالنّفس قد حانت ونادت: يا باغي الخير أقْبِل. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: “إذا كان أوّل ليلة من رمضان صفّدت الشّياطين ومردت الجنّ، وغلقت أبواب النّار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجِنان فلم يغلق منها باب، ونادى مناد يا باغي الخير أقْبِل، ويا باغي الشرّ أقْصِر، وللّه عُتَقاء من النّار”.إنّها العودة إلى العش الدافئ والمحضن الآمن للطيور الّتي ظلّت الطرّيق وغرّدَت زمنًا طويلاً خارج السِّرب لتَقول ها قد عُدنا فاقبلنا يا ربّنا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات