مع اقتراب موعد انتهاء مجريات بطولة العالم لكرة القدم المقامة في البرازيل، تتجه الأنظار الى روسيا التي ستستضيف هذه البطولة في العام 2018. وتشير التقارير الى أن روسيا تواجه صعوبات تقنية في هذا الصدد، اذ من المتوقع أن يصبح كأس العالم 2018 الأغلى تكلفة في تاريخ تنظيم هذه البطولة. وأفادت تقارير روسية أن "الحكومة ثبتت الكلفة النهائية لتنظيم البطولة عند 21 بليون دولار"، وهو ما يفوق كلفة تنظيم اخر بطولتين مجتمعتين. وتقتصر هذه الكلفة على اصلاحات الملاعب الـ 11 التي ستقام فيها المباريات، اضافة الى اصلاح البنى التحتية للملاعب والطرق المؤدية اليها، ناهيك عن مصاريف الطاقة والأمن المترتبة على الدول المضيفة. واعتبر رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم في روسيا إيغور شوفالوف أن "الموازنة المرتقبة شملت كل التكاليف، ولم تغفل عن أي مصاريف اضافية". وستسضيف 11 مدينة هذه البطولة، ولكن أعمال البناء والترميم بعيدة كل البعد عن الجدول الزمني الموضوع لإنتهائها، اذ 3 ملاعب فقط من أصل 11 شارفوا على الإنتهاء، في حين أن ستة ملاعب ما زالت في مراحل التصميم. وأقر وزير الرياضة الروسي في آذار (مارس) أن "الأعمال في جميع الملاعب الروسية بعيدة عن الجدول الزمني الموضوع لإنتهائها". اضافة الى التأخر عن الجدول الزمني، تنبت مشاكل اضافية تتمثل بارتفاع الكلفة لبناء هذه الملاعب، اذ تشير تقارير نشرها موقع "تايمز" البريطاني الى أن الكلفة المقررة لبناء الملاعب وترميمها تبلغ 2.82 بليون دولار، في حين أن الكلفة الأكثر واقعية ستبلغ 6.919 بليون دولار. وتمثل هذه الكلفة ضعفي الكلفة الفعلية لتغطية نفقات مونديال البرازيل، التي وصلت كلفتها الى 10 بليون دولار أميركي. وبدأت فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، مع تصاعد الإحتجاجات والإعتراضات من قبل البرازيليين على هذه الإستضافة، لما لها من مترتبات اقتصادية مسيئة للواقع الإقتصادي المتردي أساساً. وبلغت تكلفة مونديال البرازيل وفق تقارير حكومية 10.73 بليون دولار ممولة بأغلبها من الجهات الحكومية، اذ ساهمت جهات حكومية بنسبة 85 في المائة من هذه التكاليف. ويعود هذا الإرتفاع الى الاجراءات التي تلتزم بها الدولة المضيفة للبطولة، اذ يتحتم عليها تأمين "دفتر شروط" يطلبها الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وتطلب الفيفا النظر في وضعية الملاعب، والمدرجات، وفنادق اقامة اللاعبين ومراكز التدريب، فضلاً عن المطارات قدرتها على استيعاب الطائرات التي تحط فيها. ويتوجب على هذه المراكز استيفاء الشروط الدولية التي تلتزم فيها الفيفا. والتزمت البرازيل بهذه الشروط، اذ اجرت اصلاحات على مطارها "أفونسو بينا في كوريتيبا" الذي تضاعفت تكلفة اصلاحه 5.79 مرات، وقفزت من 17.34 مليون إلى 100.42 مليون دولار. اضافة الى إصلاح مطار "سلفادور دي باهيا"، التي تضاعفت ثلاث مرات من 12.6 مليون إلى 39.28 مليون دولار، و"كامبيناس" التي زادت بنسبة 69 في المئة. وارتفعت تكلفة بناء وإصلاح 12 استاداً دولياً لتنظيم المباريات 40 في المئة مقارنة بتوقعات 2010، اذ قفزت من 2.377 بليون إلى 3.364 بلايين دولار. وارتفعت تكلفة أعمال البنى التحتية التي تشهدها البرازيل استعداداً لتنظيم كأس العالم بنسبة 478 في المئة في غضون أربعة أعوام. أما في العام 2010 استضافت دولة جنوب أفريقيا تنظيم بطولة كأس العالم، اذ وفرت موازنة تقدر بـ 2.5 بليون دولار لتغطية النفقات المترتبة على تحسين البنى التحتية والملاعب. وارتفعت تكاليف تنظيم البطولة 20 في المئة، ما تطلب تأمين 500 مليون دولار أميركي لتغطية النفقا، لتعود وترتفع وتستقر على 6 بليون دولار وفق تقرير لـ "سبورت بيزنيس جورنال" (موقع متخصص بالرياضة) نقلته "التايمز" البريطانية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات