أجمع خبراء أمنيون وعسكريون على أن الهجمات الإرهابية الموسعة التي شهدها شمال سيناء، هي مخطط هدفه إظهار صورة سلبية عن الوضع في مصر، وتدميرها في المجالين الاقتصادي والسياحي، وتوقعوا زيادة الهجمات الإرهابية مع اقتراب موعد القمة الاقتصادية المتوقعة شهر مارس المقبل، وأكدوا لـ«الخبر” أن زيادة المنطقة العازلة التي تربط بين مصر وقطاع غزة أمر وارد.اتهم الخبير بمركز الجمهورية للدراسات الأمنية والسياسية، الدكتور ياسر طنطاوي، مخابرات دولية ودولا خارجية بدعم الإرهاب في مصر، وحذرها من مغبة عدم تحكمها في هذه التنظيمات الإرهابية، ليأتي الدور عليها وينقض عليها. وأضاف، في تصريح خص به ”الخبر”، أن ”مسألة الأحداث في سيناء ليست وليدة اليوم، وذلك نتيجة لعدم وجود حد فاصل في المنطقة ”ج”، إذ يصعب الدخول بالأسلحة الثقيلة، وبالتالي أصبحت مأوى للإرهابيين، وفي الفترة التي حكم فيها الإخوان انتشرت بشكل مكثف هذه الجماعات، لكن ما تم من أحداث يثبت أن هؤلاء الإرهابيين تلقوا تدريبات قوية جدا ومنظمة، وبشكل مكثف للقيام بمثل هذه الأعمال، فضلا عن استخدامهم الأسلحة الثقيلة، ما يستدعي التعامل بشكل أكثر حرفية، ولا أستبعد ضلوع مخابرات دولية في المسألة، ومساندة دول أجنبية بشكل أو بآخر لهم”. وأشار إلى أن ”مصر دولة مركزية في المنطقة، وكادت أن تقع في الفتن التي تعيشها الدول العربية، ولولا مساندة الجيش والرغبة في استقرار البلاد، لكان الوضع على غير الموجود حاليا، لأن هناك بعض الدول تعمل على تصدير الإرهاب والفتن في المنطقة العربية، لكن أحذر هذه الدول التي تصدر الإرهاب من أنه سيكبر ليصبح وحشا وسينقض عليها”.وأوضح الخبير الأمني بأن هذه الجماعات الإرهابية تسعى، من خلال مخططاتها، لتدمير مصر في المجالين الاقتصادي والسياحي، وأن هذا ما تركز عليه في المرحلة المقبلة، في ظل الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ أربع سنوات، وقال ”الهدف من هذه الهجمات الإرهابية القضاء على الاقتصاد، وتدمير فرص السياحة والاستثمار، وأتوقع أن تكون هناك تحركات للقوات الأمنية وخطط خلال المرحلة المقبلة، للوقوف أمام أي محاولة لتكرار هذه المسألة، حيث إنه من المتوقع إمكانية تكرارها من الآن وإلى غاية شهر مارس، وهذه فترة حازمة بالنسبة للأجهزة الأمنية”.ولم يستبعد الدكتور ياسر طنطاوي توسيع المنطقة العازلة المتخامة لقطاع غزة، مؤكدا أن الأمر مطروح من أجل القضاء على الإرهاب، موضحا ”توسيع المنطقة العازلة مطلوب حتى يتمكن الجيش من التعامل مع العناصر المتسللة، فضلا عن استخدام الأجهزة الحديثة والأقمار الصناعية والكاميرات لمتابعة أي متسلل يقترب من قوات الجيش، ما يساعدها في استكشافها بشكل قوي”.من جانبه، أفاد اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكري والإستراتيجي، بأن ما حدث بالعريش محاولة إفشال المؤتمر الاقتصادي الذي ستحتضنه مدينة شرم الشيخ شهر مارس القادم، وتهديد المستثمرين الأجانب بأن أموالهم ستكون غير آمنة إذا ما جاؤوا إلى مصر، وإظهار صورة قاتمة للوضع في مصر بأنها غير مستقرة، حتى يؤثروا على السياحة المصرية.ووجه سيف اليزل أصابع الاتهام لعناصر خارجية، واتهمها بالتخطيط لزعزعة أمن واستقرار مصر، لافتا في السياق ذاته إلى أن القيادة المصرية تعلم هذا المخطط تماما، وأنها تضع الخطط المناسبة للتعامل معه ومقاومته في إطار جهودها للنهوض بالدولة، والتغلب على ما تواجهه من تحديات، كما أشار إلى أن زيادة حيز المنطقة العازلة مع غزة أمر وارد.وعلى النحو ذاته، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن مصر لن تقبل بغير الثأر للشهداء، وأنه يجب أن يعرف الجميع أن هناك جيشا مستعد للموت من أجل العيش، لافتا إلى أن أخطر ما يواجه مصر في الفترة الراهنة، هو الفكر المتطرف الذي لا يقدر قيمة الاختلاف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات