الأحزاب ترهن جامعاتها الصيفية بـ”ترخيص السلطات”

+ -

 تتجّه غالبية الأحزاب السياسية إلى إلغاء تنظيم جامعات صيفية هذه السنة أو تعويضها بندوات وطنية وجهوية لمناضليها، تحت ذريعة أن وزارة التعليم العالي رفضت منح تراخيص استغلال مؤسساتها الجامعية عبر الولايات. كما تتحجّج الأحزاب بصعوبة كرائها لأماكن بديلة عن المراكز الجامعية، بالإقبال الكبير للمناضلين على فعاليات “الجامعة الصيفية”، لكن الحقيقة أن المبالغ التي كانت تدفع نظير استغلال مؤسسات التعليم العالي “رمزية”.تعقد أحزاب سياسية اجتماعات ماراطونية لمكاتبها الوطنية، خصصتها لبحث البديل عن منع وزارة التعليم العالي منحها تراخيص، لاستغلال مؤسساتها عبر الوطن لاحتضان فعاليات جامعاتها الصيفية، فاختار جزء منها استبدالها بتنظيم ندوات جهوية، وجزء ثان تقليص عدد المشاركين فيها، فيما اختار جزء ثالث إلغائها تماما.الأرندي يعوض الجامعة الصيفية بـ”ندوات جهوية”أفادت الناطقة الرسمية باسم التجمع الوطني الديمقراطي نوارة سعدية جعفر، في اتصال مع “الخبر”، أن “الحزب لم يبرمج جامعة صيفية هذه السنة، بل استبدلها بخيار عقد ندوات جهوية لفترة طويلة، وقد توصلنا إلى هذا القرار، لأنّ الندوات أكثر مردودية وفاعلية، نظرا لكونها فرصة لاحتكاك المناضلين”.وذكرت نوارة جعفر عن القضايا المقترحة في الندوات، بأن “المواضيع المقترحة تنطلق من البرنامج السداسي المصادق عليه في المجلس الوطني الأخير، والتركيز على التكوين والشباب، فيما ستتناول الندوات مسائل سياسية أهمها تعديلات الدستور التي ستخضع للمناقشة في البرلمان أو الاستفتاء، وإن كان الأرندي يرافع لأجل تمرير التعديلات عبر الاستفتاء الشعبي”. وأوضحت مسؤولة الإعلام في الأرندي أن “الندوات ستركز أيضا على تكوين المنتخبين الوطنيين والمحليين، في إطار التسيير المحلي، والتطرق إلى مسألة الديمقراطية التشاركية والمواطنة، وكل هذه القضايا وغيرها كلّف بها كل عضو في الأمانة الوطنية”.مقري: “لم نفصل في القرار بعد”من جهته، قال المكلف بالإعلام في حركة مجتمع السلم زين الدين طبّال، في اتصال به، إن “الجامعة الصيفية حاليا هي مشروع بالنسبة للحزب لأننا لم نحدد المكان الذي سيحتضن أشغالها، نظرا لرفض وزارة التعليم العالي الترخيص للأحزاب بتنشيطها في مؤسساتها الجامعية، بحجة أن الأمر يتعلّق بانعكاس الجامعة الصيفية على تأخر السنة الجامعية”. في ذات الشأن، ذكر من جانبه رئيس “حمس” عبد الرزاق مقري بأن “القضايا التي ستطرح خلال الجامعة الصيفية لم يفصل فيها بعد”.بلعيد: “التربية والغاز الصخري في الجامعة الصيفية”وأبرز رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد في اتصال به، أن “الحزب برمج جامعة صيفية في شهر سبتمبر في العاصمة في قاعة، لأن الجامعات منع على الأحزاب استغلالها”، مشيرا إلى أن “مجلسا علميا متكونا من أساتذة جامعيين تم تنصيبه بهدف تحديد القضايا التي ستطرح في الأشغال للمناقشة، وسيقدم حوصلة عمله الأسبوع المقبل”. وقال بلعيد إن “المسائل المطروحة ستكون قضايا الساعة، أبرزها تعديل الدستور والغاز الصخري والطاقات المتجددة عموما وقطاع التربية والتعليم، باعتبارها محورا مهما”.ذويبي :”سنتناول محطة الرئاسيات إذا لم نلغ الجامعة الصيفية”وأشار أمين عام حركة النهضة محمد ذويبي، في اتصال به، إلى “احتمال إلغاء الجامعة الصيفية للحزب، نظرا لتلقينا ردا كتابيا، أول أمس، من طرف مدير ديوان وزير التعليم العالي، يرفض فيه منحنا ترخيصا لاستغلال جامعة جيجل، لاحتضان أشغال الجامعة الصيفية، ولا نستبعد أن يكون الرفض لأسباب سياسية”. وذكر ذويبي: “على كل حال الحزب مايزال يدرس القضية، وفي حالة نظمنا جامعة صيفية، ستطغى الانتخابات الرئاسية الأخيرة على حصد الأسد من جدول المناقشات، لتحديد كيفيات الانتقال الديمقراطي، أما مسألة تعديل الدستور، فهي جزئية صغيرة فقط”.تواتي: “سنخصص جامعتنا الصيفية للاحتراف السياسي”وأفاد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، أن “الحزب لم يفصل بعد في تنظيم جامعة صيفية، لأننا مهتمون بالجوانب التنظيمية، لكنّنا نراهن بنسبة كبيرة على تنظيمها هذه السنة، وسيكون المحور الأساسي الطاغي على فعالياتها، مسألة الاحتراف السياسي، لتحديد معالم الممارسة السياسية الحقيقية وليس القائمة على الارتجالية، فارتقاء أي حزب ينبغي أن ينطلق من تصور سياسي واضح”.“الأفافاس” و”الأرسيدي” و”الأفالان” وحزب العمال.. لا يردون في المقابل، اتصلت “الخبر” بأحزاب “الأفافاس” و”الأرسيدي” و”الأفالان”، للحصول على معلومات بشأن أشغال جامعاتها الصيفية، لكن المكلفين بالإعلام فيها لم يردوا على مكالماتنا الهاتفية المتكرّرة. فيما طلب منا مسؤول الإعلام بحزب العمال جلول جودي، معاودة الاتصال به، نظرا لمشاركته في اجتماع يخص الجامعة الصيفية، لكنه لم يرد على اتصالاتنا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: