دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير نشرته الخميس المجتمع الدولي الى محاسبة الحكومة والجماعات المسلحة في سورية على الانتهاكات التي تتعرض لها النساء منذ بدء النزاع في البلاد قبل ثلاثة اعوام، وتشمل الاعتقال والاعتداءات الجسدية والتعذيب. وقالت المنظمة الناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان ان "السيدات في سورية تعرضن للاعتقال والاحتجاز التعسفيين، والاذى البدني، والتعذيب أثناء النزاع السوري، من جانب القوات النظامية والميليشيات الموالية لها، والجماعات المسلحة المعارضة للحكومة". ويستند التقرير الى مقابلات مع 27 لاجئة سورية وسبع عاملات في هيئات اغاثية في تركيا. ونقل عن بعضهن قولهن ان "قوات نظامية أو جماعات مسلحة غير تابعة للدولة مارست بحقهن التضييق أو التهديد أو الاحتجاز بسبب نشاطهن السلمي، بما في ذلك التخطيط والمشاركة في تظاهرات سلمية، وتقديم المساعدات الإنسانية للسوريين المحتاجين". وقالت سيدات أخريات "انهن وقعن ضحايا للقيود التمييزية المفروضة على ملبسهن وتحركاتهن" من جانب الجماعات المتطرفة. ونقل التقرير عن سيدة اسمها مايسة (30 عاماً) انها كانت تقدم المساعدة الطبية لمقاتلي المعارضة، وتعمل مع قناة فضائية مؤيدة للمعارضة، عندما اعتقلتها الاجهزة الامنية السورية في دمشق في نيسان (ابريل) 2013، وتم الاعتداء عليها طوال الليل. وقالت "كانوا يصفعونني على وجهي، ويجرونني من شعري، ويضربونني على قدمي وعلى ظهري وفي كل مكان". كما نقل عن شابة سورية كردية اسمها بريفان (24 عاماً)، انها كانت تقدم المساعدة الطبية لسكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق المحاصر منذ نحو عام من القوات النظامية. وتم اعتقالها لمدة عشرة ايام على يد كتيبة اسلامية مقاتلة هي "لواء الاسلام". ثم تعرضت للتهديد من تنظيم "الدولة الاسلامية "لانها لا ترتدي الحجاب. وعدد التقرير نماذج لنساء اخريات، منهن الفنانة والطالبة هالة (23 عاماً)، التي قالت انها شاركت في الاحتجاجات السلمية التي اندلعت منتصف آذار (مارس) 2011، قبل ان تعتقلها الاجهزة السورية وتعذبها صعقاً بالكهرباء في حلب (شمال). وروت ليال (21 عاماً)، انها كانت تنشط مع "مجموعة في دمشق توفر الإسكان المؤقت في الفنادق والثياب الدافئة وغيرها من الضروريات اللازمة للعائلات النازحة من حمص"، عندما قام "أعضاء ميليشيا موالية للحكومة بالقبض عليها وأخذها إلى مركز إعتقال"، إذ اجبرها ضابط "على التجرد من ثيابها وفتشها وفتش ثيابها". كما قام "ضابط آخر بتقييد يديها بالأصفاد، وأجبرها على الركوع على كرسي، ثم قام بالتحرش بها بيده وضربها على قدميها بسلك كهربائي غليظ". ونقل التقرير عن ليال قولها "كلما زاد خوفي وبكائي زادت استثارته". كما تعرضت للتهديد بأذية طفليها وأبويها إذا لم تعترف بأنها شاركت في تفجيرات في دمشق. وروت رولا (38 عاماً) القيود التي يفرضها تنظيم "داعش" على قواعد الثياب في جرابلس في محافظة حلب. وقالت انه يجبر "كل النساء على ارتداء الحجاب، حتى الفتيات في سن السادسة والسابعة". ومنذ آذار (مارس)، "يجبرون جميع النساء والفتيات على ارتداء النقاب". ودعت "هيومان رايتس ووتش" المجتمع الدولي الى "محاسبة الحكومة السورية والجماعات المسلحة على الانتهاكات بحق السيدات والفتيات".
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات