38serv

+ -

إنّ حاجة الإنسان لإشباع رغباته الجنسية وحاجته للطعام والشراب، فطرة فطر الله الناس عليها، وقد جاء الإسلام دين الفطرة والواقعية فهذَّبها، وجعل لها أطرًا شرعية، فأباح الله تعالى النّكاح، وحرَّم السِّفاح وما يشجِّع عليه، وقدوتنا هو حبيبنا صلّى الله عليه وسلّم، فقد جاء ثلاثة رَهطٍ إلى بيوت أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسألون عن عِبادة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا أُخْبِروا كأنّهم تَقَالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر، قال أحدُهم: أمّا أنا فإنّي أُصلّي اللّيل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدَّهر ولا أُفطر، وقال آخر: أنا أعتَزِل النّساء فلا أتزوَّج أبدًا، أمَا والله إنّي لأخشاكُم لله، وأتقاكم له، لكنّي أصوم وأفطر، وأُصلّي وأرقُد، وأتزوَّج النّساء، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس منّي” أخرجه البخاري.

فما يجده السّالكون مسالك الحرام لإشباع غرائزهم من نشوة وسعادة، هو السّراب الّذي يحسبه الظمآن ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئًا، بل وجد حُزنًا وأسَى، هذا إذا كان له واعظٌ من نفسِه، فاستشعر عَظمة الذّنب عازمًا على التّوبة النّصوح، طارقًا باب الحلال، ومَن ترك شيئًا لله، عوّضه الله خيرًا منه {ومَن يتَّقِ اللهَ يجعَل له مَخرجًا} الطلاق:2.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات