بن صالح يدعو الحكومة لاعتماد إجراءات استباقية لمواجهة الاحتجاجات

+ -

 تمنى رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أن يتم تقديم مشروع تعديل الدستور قريبا، ودعا الحكومة بالمقابل لاعتماد مقاربة استشرافية في التعامل مع مطالب سكان الجنوب. فيما اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، العربي ولد خليفة، أن ما يحدث من احتجاجات في مناطق من شمال الجزائر أو جنوبها “هو دليل على الممارسة الديمقراطية وشكل من التعبير على الرأي”.أشار بن صالح، في خطاب اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، أمس، إلى أهمية أن تكون مراجعة الدستور هذه “خدمة للوطن لا خدمة لسلطة أو لنظام”، و«تعبيرا واستجابة لطموح شعب في تكييف قانونه الأسمى تماشيا مع تطور مجتمعه الطامح دائما إلى بلوغ ما هو أسمى”. وذكر بن صالح أن تعديل الدستور “تتعزز فيه حماية أكبر للحريات الفردية والجماعية، ويحدد بدقة أكبر حدود العلاقة ما بين السلطات ويعطي مزيدا من الصلاحية للهيئة البرلمانية حتى تؤدي دورها كاملا في صناعة قوانين الجمهورية ومراقبة عمل الحكومة”، وبأنه “يعطي الإمكانيات للهيئات المنتخبة ودورا أبرز للمعارضة والرأي الآخر”. وحيا بن صالح قرار الرئيس تمديد الإبقاء على “الباب مفتوحا لكل راغب من الفاعلين السياسيين للمساهمة في مثل مراجعة الدستور هذه، رغبة منه في إشراك الجميع فيها بعيدا عن كل تسرع غير مبرر أو تقليد يطبعه الارتجال وينقصه الذكاء”، في انتقاد ضمني لموقف المعارضة المقاطعة للمشاورات.واعتبر بن صالح، من جهة أخرى، أن تراجع أسعار النفط “لا ينبغي أن يكون مبعث تشاؤم وإن كان يشكل انشغالا حقيقيا يتقاسمه الجميع”. وتابع قائلا: “بقدر ما يؤكد على بروز مؤشرات غير مريحة لأوضاع اقتصادية صعبة ستواجه البلاد مستقبلا، فإن ذلك يجب ألا يدفعنا إلى اليأس والقنوط، بل يجب أن يحفزنا أكثر على مضاعفة الجهد من أجل الحفاظ على وتيرة التنمية ومواصلة سياساتنا الاستثمارية المتضمنة في البرنامج الخماسي المعتمد”. ونصح بهذا الخصوص “بترشيد الإنفاق العام والخاص كذلك”. ورافع بن صالح لـ«تفعيل الحوار بما من شأنه أن يوفر أجواء الثقة بين الشركاء الاجتماعيين ويحقق الانسجام الاجتماعي ويعزز الوحدة الوطنية، للوقوف”، كما قال، “صفا واحدا في وجه كافة التحديات التي تواجه الوطن، ومجابهة الروح الانهزامية التي راحت أطراف معروفة تسعى إلى ترسيخها في أذهان المواطنين، من خلال الادعاء بأننا بلد بدون وسائل، في حين أن لشعبنا وبلدنا كل المقومات التي تسمح له ببناء بلده وتقوية اقتصاده”. غير أنه لم يتردد في توجيه اللوم لطريقة معالجة الحكومة لاحتجاجات أبناء الجنوب الرافضين لاستغلال الغاز غير التقليدي، وقال: “من الضروري اتخاذ الإجراءات الاستباقية المطلوبة من خلال التجاوب مع المعقول من المطالب التي تطرح هنا وهناك، والتي تستدعي من الوصاية دراستها وإعطاءها العناية المطلوبة”.وفي هذا السياق، اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، العربي ولد خليفة، في كلمته، أن ما يحدث من احتجاجات في مناطق من شمال الجزائر أو جنوبها “هو دليل على الممارسة الديمقراطية وشكل من التعبير علن الرأي، كما يحدث في بلاد أخرى وراء البحر المتوسط والمحيط الأطلسي”. وتابع أنها “مؤشر هام على انتشار الثقافة الديمقراطية بخصوصيتها الجزائرية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: