38serv

+ -

وللإخلاص ثمرات كثيرة جليلة منها: تفجّر الحكمة من المُخلص، فقد قال مكحول رحمة اللّه: “ما أخلص عبد قطّ أربعين يومًا إلّا ظهرت ينابيع الحِكمة من قبله على لسانه”. ونصر اللّه المخلص لقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يرويه النّسائي: “إنّما نصر اللّه هذه الأمّة بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم”. وكذلك زيادة مضاعفة الحسنات، فإذا كان اللّه تبارك وتعالى قد وعد وهو الكريم وصاحب الفضل العظيم بأن يثبت الحسنات بأضعافها، وقال جلّ ذِكرُه: {مَن جاء بالحَسنَة فلَهُ عَشر أمْثَالِها} الأنعام:160.ووعد اللّه سبحانه وتعالى بأكثر من العشرة إلى سبعمائة ضعف بل إلى ما فوق السبعمائة، فإنّ هذه الزّيادة في الأضعاف تنمو بحسب تمكّن الإخلاص من نفس المؤمن، فكلّما زادت مكانته في الإخلاص علوًا زادت مثوبته على الحسنات أضعافًا مضاعفة واللّه يُضاعف لمَن يشاء واللّه واسع عليم.ولهذا قال سيّدنا معاذ بن جبل رضي اللّه عنه: لمّا بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى اليمن قلتُ له يا رسول اللّه أوصني، فقال: “أخلص دينَك يَكفِك القليل من العمل” أي اجعل إيمانك خالصًا ممّا يشوبه من شهوات النّفس واجعل طاعتك كلّها لوجه اللّه يصبح القليل من عملك كثيرًا مباركًا.ولقد عنى الحديث القدسي يأمر الإخلاص والتّحذير من ضدّه، فجاء فيه: “أنا أغْنَى الأغنياء عن الشُّكر، مَن عَمِل عملًا أشْرَك فيه غيري فهو للّذي أشْرَك به وأنا منه بريء”، ويقول اللّه تعالى في الحديث القدسي أيضًا: “الإخلاص سِرٌّ من سرّي اسْتَوْدَعْتُه قلبَ مَن أحببتُ من عبادي”، وعن الحديث النّبويّ كذلك بأمر الإخلاص فجـاء فيه: “ثلاثة لا يُغَلّ عليهنّ قلب مسلم: إخلاص العمل للّه ومناصحة وُلّاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين، فإنّ دعوتُهم تحيط من ورائهم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: