38serv
شهدت، أمس، 3 مواقع قريبة من قصر مدينة غرداية القديم مشادات وأعمال عنف بين شباب ميزابيين ووحدات التدخل التابعة للدرك والشرطة، حيث تم استعمال الغاز المسيل للدموع بكثافة.تجددت، صباح أمس، المشادات بين قوات الدرك من جهة وشباب ميزابيين مباشرة بعد انتشار خبر عن اكتشاف جثة لشخص في العقد الرابع من العمر في طريق حضري بوسط المدينة، وكان رأسه قد ارتطم مباشرة بشاحنة ما أدى إلى وفاته. وامتدت أعمال العنف والمطاردات بين وحدات التدخل التابعة للدرك بين ساحة العقيد لطفي ومواقع قريبة من حي بابا سعد ووادي ميزاب. وأرهقت المطاردات وأعمال العنف الطرفين؛ فمن جهة اضطر عناصر وحدات التدخل التابعة للدرك لمواجهة الشباب تحت درجات حرارة فاقت 55، ما شكّل عنصر إرهاق شديد لعناصر وحدات التدخل الذين كانوا مجبرين على فرض النظام، بينما دخلت سحب من الغاز المسيل للدموع إلى عدد كبير من البيوت، وأصابت عشرات الأشخاص بحالات اختناق.وقال شباب من أحياء الميزابيين: “نحن متأكدون، لدرجة اليقين، أن الأمر يتعلّق بعمليات تصفية وقتل تتم من قِبل مجموعة من المتخصصين، ثم تصنف الواقعة على أنها حادث مرور”. وأعاب المحتجون على قوات الدرك، المنوط بها السيطرة على الشارع حيث وقعت الحادثة، عدم توفير قوة أمنية لمراقبة الموقع الذي اكتشف فيه جثمان الضحية. وأضاف المتحدثون “إنها الحالة الثالثة التي يتكرر فيها السيناريو نفسه، حيث تسجل وفاة شخص في حادث غريب”. ويقول ناشطون “تتشابه 3 حالات وفاة في الظروف، ولا يفصل بينها سوى أقل من 20 يوما، حيث مات 3 شبان أثناء تنقلهم بواسطة دراجات نارية”. ويقول أقارب القتلى إن الضحايا تعرضوا للاعتداء أو للرشق بالحجارة أو للمطاردة بسيارة مجهولة أثناء تنقلهم عبر الطرق الحضرية بدراجاتهم النارية في ساعات الصباح الأولى، حيث تقلّ الحركة.من جانبه، قال مصدر من أمن ولاية غرداية إن حادثة وفاة الضحية حسين أوجانة ،41 سنة، مازالت محل تحقيق، ولا يمكن الجزم بأن الأمر يتعلق بحادثة قتل أو بحادث مرور إلا بعد صدور تقريرين: الأول من مصلحة الطب الشرعي، والثاني من مصلحة الشرطة العلمية التي تعمل حاليا على فخص الشاحنة التي ارتطم بها الضحية ودراجته النارية.وتأتي هذه الحادثة 24 ساعة بعد التصريح الذي أدلى به وزير الداخلية، الطيب بلعيز، أمام نواب البرلمان، والذي كشف فيه أن الحكومة وضعت خطة “مدروسة” بمنطقة غرداية تتضمن “تدابير أمنية وغير أمنية” تستهدف استتباب الأمن بهذه الولاية، دون أن يكشف عن محتواها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات