بريطاني وفرنسي-جزائري على رأس شبكة بيع تذاكر المونديال غير شرعي

+ -

تشغل فضيحة بيع تذاكر مباريات مونديال 2014 بشكل غير شرعي الرأي العام المحلي والعالمي إلى جانب القضاء والشرطة في البرازيل. ويجري البحث حاليا عن متهمين اثنين رئيسيين بتكوين شبكة إجرامية قامت ببيع تذاكر مباريات المونديال بطريقة غير شرعية.  ذكرت وسائل الإعلام البرازيلية الخميس أن راي ويلان، المسؤول في شركة "مباريات الضيافة" (ماتش هوسبيتاليتي) والذي اعتقل الأحد الماضي قبل أن يطلق سراحه الثلاثاء بعد اتهامه بتزعمه شبكة تبيع تذاكر مونديال 2014 بشكل غير شرعي، فر من العدالة.  وقال المفتش فابيو بروكي من الشرطة البرازيلية في تصريح لموقع "جي1" المحلي إن المسؤول في شركة "مباريات الضيافة" (ماتش هوسبيتاليتي) راي ويلان ترك "فندق كوباكابانا بالاس" مسرعا قبل ساعة من وصول الشرطة لإلقاء القبض عليه ويعتبر حاليا "هاربا".  وأضاف بروكي المكلف بالقضية: "خرج من باب الخدمات، شاهدناه من الكاميرات. إنه هارب".  وقام القضاء البرازيلي بالتحقيق مع 12 متهما وقرر الخميس حبس 11 منهم على ذمة التحقيق بينهم ويلان.  وأوضح أن الشخص الوحيد الذي لم يتم إصدار أمر بالقبض عليه هو المحامي البرازيلي جوزيه مسيح "لتعاونه في التحقيق" بحسب ما أوضحته الشرطة وأطلق سراحه مؤقتا.  وسيتابع المتهمون الـ12 بتهمة تكوين عصابة إجرامية وبيع التذاكر في السوق السوداء والرشوة وتبييض الأموال والتهرب الضريبي.  الفرنسي-الجزائري "فوفانا" هو ذراع "ويلان" اليمنى   باستثناء ويلان، يوجد جميع المتهمين في سجن بانغو جنوب البلاد بينهم الفرنسي الجزائري محمدو لمين فوفانا الذي يعتبر الذراع اليمنى لويلان.  وقال المدعى العام ماركوس كاك: "المعلومة التي توصلت بها هي أنه هرب. لم يتم إيقافه، وبما أنه ليس هناك أي مذكرة ضده من المحتمل أن يكون طلب جواز سفر آخر من القنصلية البريطانية. هو إنجليزي وإذا ذهب إلى إنجلترا، هل ستتم متابعته هنا ؟ وإذا ثبت اتهامه هل سيعود؟".  من جهتها، اتهمت "ماتش هوسبيتاليتي" التي يقع مقرها في زيوريخ، الشرطة البرازيلية باعتقال غير قانوني لويلان مؤكدة أنه بريء.  ويلان وجوزيف بلاتر كانا ينزلان في نفس الفندق "الفخم"  وتم اعتقال ويلان، بريطاني يبلغ من العمر 64 عاما ومدير الأعمال السابق لأسطورة الكرة الإنجليزية بوبي تشارلتون، الأحد الماضي في فندق "كوباكابانا بالاس" الفخم الذي يمكث فيه رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزف بلاتر ومسؤولو الاتحاد الدولي خلال نهائيات البرازيل 2014، وذلك بعد أيام معدودة على إيقاف 11 شخصا آخر في محاولة لتفكيك هذه الشبكة.  وذكر أندرياس هيرين، المسؤول الإعلامي في "ماتش هوسبيتاليتي"، أحد شركاء "فيفا" والشركة المسؤولة عن توزيع حزم كبار الشخصيات في مونديال 2014، في بيان الثلاثاء أنه تم الإفراج عن ويلان.  وأضاف هيرين الذي شغل سابقا منصب المسؤول الإعلامي في فيفا، "أفرجت الشرطة عن ويلان وهو سيساعد الشرطة في تحقيقاتها. وتثق "ماتش" تماما بأن المعطيات ستثبت بأنه لم يخرق أي قوانين.  وفي الوقت الحالي، سيواصل راي ويلان كما حال كافة العاملين في "ماتش" العمل في مناطق عملياتنا من أجل الحرص على تأمين نهائيات كأس عالم ناجحة في البرازيل 2014".  و"ماتش هوسبيتاليتي" هي شركة موكلة من قبل الفيفا وبحقوق حصرية لبيع حزم كبار الشخصيات والتي تتضمن تذاكر الدخول إلى منصة كبار الشخصيات في الملاعب، وتذاكر الطيران والحجوزات في الفنادق الفخمة.  الشبكة باعت آلاف التذاكر بملايين الدولارات  وذكرت الشرطة أن الشبكة باعت آلاف التذاكر بقيمة ملايين الدولارات منذ مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 حتى النسخة الحالية في البرازيل.  وسبق أن أعلنت الشرطة اشتباهها بأحد أعضاء فيفا بأنه مصدر شبكة الاتجار بالتذاكر بطريقة غير شرعية.  وقال المفوض فابيو باروكي بعد تفكيك الشبكة المهمة الثلاثاء الماضي: "اعتقدنا أن الفرنسي-الجزائري محمدو لمين فوفانا كان من فيفا ومصدر الاتجار. لكن بعد إلقاء القبض عليه أدركنا أن هناك شخصا أعلى منه في الاتحاد الدولي مع وسيط لمباريات الضيافة (وكالة فيفا لبيع حزم الضيافة)".  وتابع: "نطلب مساعدة فيفا لتحديد هوية هذا الشخص، وهو أجنبي يقطن في فندق كوباكابانا بالاس... نريد تحديد المستوى الأخير من الشبكة، البائعين أمام الملاعب، من هم أعلى من لمين فوفانا ومن مرروا له التذاكر".  وبحسب يومية "أو ديا" المحلية فإن الشبكة عملت في المونديالات الأربعة السابقة، ودرت أرباحا بقيمة 70 مليون يورو لكل نسخة.  فرضية تورط شخص من الفيفا؟  وأوضح الشرطي: "حصل الفرنسي، وله جذور جزائرية ويعيش في دبي، على التذاكر من خلال "ماتش هوسبيتاليتي" ما يرجح فرضية مشاركة فيفا وهذه الشركة موضع تحقيق راهنا. لدينا مؤشرات أنه على الأقل هناك شخص واحد من فيفا ضالع في القضية".  وذكرت الشرطة أن التحقيق يتعلق ببيع تذاكر منحها الاتحاد الدولي لرعاته، اتحادات الأرجنتين والبرازيل وأسبانيا ومنظمات غير حكومية.  وأعلن المدعي العام البرازيلي ماركوس كاك الموكل بالقضية: "كانت الشبكة تحتسب فواتير عالية لكل مباراة. كانت تبيع ألف تذكرة تقريبا للمباراة الواحدة بسعر أساسي يبدأ بألف يورو".  وجرت عمليات البيع في 3 شركات سياحية في كوباكابانا (جنوب ريو) تم إغلاقها.  الشرطة تجسست على 900 مكالمة بين فوفانا وويلان  وأشارت صحيفة "أو ايستادو" المحلية إلى أن الشرطة ارتكزت على مكالمات هاتفية بين فوفانا وويلان، وانطلاقا من ذلك قامت بتحقيقاتها وصولا إلى عملية إلقاء القبض على الأخير.  وأوضح مفتش الشرطة فابيو بروكي أن "ويلان نفى مفاوضاته لبيع التذاكر مع الفرنسي الجزائري محمدو لمين فوفانا خلال كأس العالم، ولكن لدينا الدليل، 900 مكالمة هاتفية بينهما خلال البطولة".  وأوضح أن ويلان سيتابع بتهمة "تسهيل توزيع تذاكر من أجل إعادة بيعها بطريقة غير شرعية" وتكوين "شبكة إجرامية".  وتابع أن ويلان يواجه عقوبة السجن لمدة 4 أعوام بحسب المادة 41 من قانون المشجع مشيرا إلى أن المحققين كانوا يرغبون في اعتقال "على الأقل 7 مشتبه بهم آخرين تم التعرف عليهم بالفعل".  وقرر القضاء البرازيلي وضع ويلان تحت الحراسة النظرية لمدة 5 أيام بعدما وجدت 100 تذكرة في غرفته بالفندق، قبل أن يطلق سراحه الثلاثاء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات