شهدت العاصمة الليبية طرابلس أمس مواجهات مسلحة بهدف السيطرة على مطار العاصمة، وتبنت الهجوم على المطار ميليشيات إسلامية أكدت تصميمها على طرد ثوار الزنتان من طرابلس حيث يسيطرون على عدة مواقع جنوب العاصمة منها المطار.وكانت الجماعة المسلحة المسماة غرفة عمليات ثوار ليبيا التي تضم ميليشيات إسلامية وتعد الذراع المسلح للتيار الإسلامي في ليبيا، تبنت مسؤوليتها عن الهجوم على مطار طرابلس الدولي، بحسب ما جاء في الصفحة الرسمية للميليشيا على موقعها عبر فايسبوك.من جانبها، أفادت التقارير الإخبارية الواردة أمس من ليبيا أن الاشتباكات بدأت بإطلاق غرفة عمليات ثوار ليبيا صواريخ على مهبط الطائرات في المطار، لتتبعه اشتباكات بين ثوار الزنتان المسيطرين على المطار منذ حوالي 3 سنوات وغرفة عمليات ثوار ليبيا الذين سبق أن نشروا تحذيرا لميليشيا الزنتان يطالبون فيه بخروجهم من المطار ومحيطه، ما اضطر السلطات الليبية إلى تعليق حركة الملاحة الجوية إلى حين عودة الأمن في المطار ومحيطه، في تأكيد على أن المطار مغلق لمدة 3 أيام، فيما أكدت شركات طيران دولية إلغاء رحلاتها من وإلى ليبيا.يرى المتابعون للملف الليبي أن الهجوم على مطار طرابلس الدولي جاء ليعلن بداية حملة مضادة من طرف الميليشيات المسلحة الإسلامية ضد العملية التي أطلقها اللواء خليفة حفتر، وفي محاولة لاسترجاع عدد من المرافق والبنى التحتية الحيوية الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة الموالية لمعركة ”كرامة ليبيا” التي يقودها اللواء حفتر، وتشير المعلومات الواردة من ليبيا إلى أن الجماعات الإسلامية كانت أمهلت ميليشيا الزنتان الموالي لحفتر مهلة للخروج من المطار الدولي، في تأكيد على أن نفس المهملة منحت إلى عدد من الجماعات الداعمة لعملية ”كرامة ليبيا”.من جانب آخر، تفيد الأخبار الواردة من غرفة عمليات ثوار ليبيا المحسوبة على التيار الإسلامي في ليبيا بأن الهجوم على مطار طرابلس الدولي هو الخطوة الأولى لعملية أطلق عليها تسمية ”فجر ليبيا” للرد على ”معركة ليبيا”، في فصل جديد من فصول المواجهة بين التيار العلماني والإسلامي في البلاد، في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا وقبل الاعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات البرلمانية المقرر أن تمنح الشرعية للبرلمان الليبي الجديد.وفي السياق، أفادت التقارير الإخبارية بأن الكتائب المسلحة الإسلامية تستعد لإطلاق عملية ”فجر ليبيا” في كل من طرابلس، مصراتة، الزاوية، تاجوراء، وغريان، بغرض إنهاء سيطرة ميليشيات ”القعقاع” و ”الصواعق” الموالية للواء خليفة حفتر و ”تحرير العاصمة طرابلس”، بحسب ما جاء في الصفحة الرسمية لغرفة عمليات ثوار ليبيا في مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.تأتي هذه المواجهات في الوقت الذي تعجز فيه الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة وزير الدفاع عبد الله الثني من فرض سيطرتها على الأرض، بعد فشلها في سحب السلاح من الجماعات المسلحة، لتبقى هذه الأخيرة تفرض منطقها بقوة السلاح على الأرض بين طرفي النزاع السياسي في ليبيا.من جانبها، أفادت وزارة الصحة الليبية بمقتل 6 أشخاص وجرح 25 آخرين في الاشتباكات في محيط مطار طرابلس الدولي، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها تخشى من أن يصبح ”النزاع معمما” في ليبيا، ودعت إلى اجتماع للبرلمان الجديد بعد الانتخابات المثيرة للجدل، ودعت أيضا إلى العمل لصياغة دستور جديد ”دون تدخلات وبعيدا عن العنف”.إلى ذلك، قالت الخارجية التونسية إن الاجتماع المخصص لوزراء خارجية دول جوار ليبيا المنعقد منذ أمس في مدينة الحمامات التونسية يهدف إلى مساعدة السلطات الليبية على عقد مؤتمر وطني للحوار إلى جانب التنسيق فيما يخص تأمين حدود دول المنطقة ضد الإرهاب والجريمة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات