“عمل مَن طبّ لمَن حَبّ” للمقري

 القاضي الفقيه أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن أحمد الـمَقَّري –الجَد- التلمساني (ت:759هـ)، صاحب كتاب القواعد المشهور.. سبقت ترجمته.يُعدّ كتاب “عمل من طبّ لمَن حبّ” للقاضي الفقيه أبي عبد الله المَقَّري، من الكتب الّتي تمتاز بتنوّع موضوعاتها، وغنى محتوياتها، فإنّه ضمّ أحاديث الأحكام، واشتمل على كثير من كليات الفقه وقواعده، واستبطن عددًا من الألفاظ والاصطلاحات المستعملة لدى الأئمة العلماء. وأهميّة الكتاب تكمن في كون مصنّفه تحرَّى فيه الصّحيح، وسلك طريق التّحقيق والتّحرير والتّنقيح، وقد نصّ على هذا في مقدّمة كتابه فقال: [هذا كتاب (عمل من طب لمَن حبّ) ضمنته من أحاديث الأحكام أصحّها، ومن كلياتها أصلحها، ومن قواعدها أوضحها، ومن حكمها أملحها]، وضع خصيصًا للصّبيان والمبتدئين لينمي فيهم الملكة الفقهية.. ولقد قسّم المقري كتابه “عمل من طَب لمَن حَبّ” إلى أربعة أقسام: الأوّل: في الأحاديث النّبويّة ويشتمل منها على خمسمائة. الثاني: في الكليات الفقهية ويشتمل منها على مثل ذلك. الثالث: في القواعد الحكمية ويشتمل منها على مائتين. والرّابع: في الألفاظ الحكمية المستعملة في الأحكام الشّرعية.ولمؤلّفه في وصفه وبيان أهميته أبيات قال فيها:هـذا كتاب بديع  في مـحاسنه      ضمنته كلّ شيء خِلته حسنًافكلّ مـا فيه إن مرّ اللّبيب به      ولم يشمّ عبيرًا  شام منه سنًّافخذه واشدد به كفّ الضّنين وذُذ      حتّى تحصله عن جفنك الوسنا