+ -

 شُرِعَ الجهاد في سبيل الله لحماية الإسلام والدفاع عن حوزة الدين ومكتسباته، وقد شرع في السنة الثانية للهجرة بقوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}. وقد قال أحمد شوقي رحمه الله:والحقّ ليس وإن علا بمؤيّد        حتّى يحوط جانبيه حسامفالحقّ -وإن كان حقًا- فلابدّ له من قوّة تحميه.وكانت أوّل غزوة في الإسلام هي غزوة بدر الكبرى، وقد سمّيت بهذا الاسم ليس لكبر حجمها ولا لكثرة عدد المقاتلين فيها، بل لأنّها كانت أوّل مواجهة بين الحقّ والباطل على مستوى القوّة، وكانت الاختبار الحقيقي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولصحابته الكرام، فإمّا النّصر واستمرار الدّين في الوجود وإمّا الهزيمة وينتهي كلّ شيء، وهذا ما يفهم من دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “اللّهمّ نصرُك الّذي وعدت، اللّهمّ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعدها في الأرض”.وكان السبب المباشر لهذه الغزوة هي عير قريش المحمّلة بتجارتها والّتي كان يقودها أبو سفيان بن حرب، وكان هناك سبب آخر غير مباشر وهو الانتقام من قريش الّتي أخرجت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه من مكّة بعد ما آذتهم وعذبتهم. وكانت المعركة في اليوم السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة، وانتصر فيها المسلمون على قلّة عددهم وضعف قوّتهم، وكثرة عدد المشركين وقوّة عدّتهم، وقد أشار القرآن إلى ذلك فقال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ}.إنّ غزوة بدر الّتي انتصر فيها المسلمون على قلّتهم وضعفهم لتؤكّد أنّ هذا الدّين حقّ من عند الله وأنّ العبرة ليس بكثرة العدد والعدّة وإنّما بالإيمان الصّادق وحسن التوكّل على الله {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات