أجمل ما في شهر رمضان أن الوقت يتمدد بشكل عجيب يصبح أمامك متسع زمني لفعل أشياء عديدة، فائض وقت من المهم جدا استغلاله في فعل أمر ما مفيد، المطالعة مثلا، وهذا ما يحدث معى كلما عاد هذا الشهر الفضيل ذو الروتين العجيب ارجع آليا الى مكتبتي لانتقاء أهم الكتب التي منحتنى أكبر متعة اثناء قراءتها – وأتمكن من العثور عليها بسهولة من خلال عدد الصفحات المطوية الطرف أو الأسطر المظللة بداخلها – هذا العام وضعت أربع روايات فوق المكتب لا غير وهي “سنوات الهروب” للكاتب الكولومبي “بيلينيو ابوليوميندوثا” صرح أدبي مهم جدا لفهم سنوات الخمسينيات في أمريكا اللاتينية خلال فترة الاضطرابات الكبرى، حيث كان الشباب هناك مضطرا الى الهروب خارج بلاده للبحث عن الحرية السياسية للوصول الى حياة أفضل.. ورواية ثانية “العاشقات” أنا بصدد إعادة قراءتها بمتعة لخفتها وسلاسة تكنيك كتابتها، للأديبة النمساوية “الفريدة يلينك” صاحبة رائعة “عازفة البيانو” الحائزة على جائزة نوبل 2004..“العاشقات” رواية محيرة ومستفزة وهادفة ومجددة وصادمة تعمدت مؤلفتها تعرية النفاق الفردى والاجتماعي بكل صراحة واستنكار والأهم بسخرية فجة وصفت مجتمع القرية في النمسا ومدى تصنعه التمسك بالأخلاق والشرف، في حين هو غارق في الفساد، يرضى بالسكر والاغتصاب والعنف والانتصار للظالمين والفاسدين .. الخ الخ .. وبقي أمامي روايتين للإسبانى خوان خوسيه مياس “هكذا كانت الوحدة” و”العالم” في الواقع هي ليست إعادة قراءة، بل ربما هي القراءة الرابعة أو خامسة لنصين فاتنين لبساطتهما، معهما شعرت بمتعة مضاعفة القراءة والاكتشاف، كيف لأديب جزائرى ناشئ حدث ولامس جائزة البوكر لمرة عن بعد ولا زال يحلم بها بكرة وعشية، يعانى هوس البوكر ومن حصل على البوكر ومن ترشح للحصول عليها همه الشاغل كل يوم وكل دقيقة من حياته ولا أعتقد أن هناك أمنية بها أغلى من فوزه بالبوكر، هذا الأخير عرف كيف يخدعنا جميعا بالسرقة العلنية من العملين الأخيرين وحرفيا.. على كل إنه شهر التوبة والغفران.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات