مفاوضات الحل السياسي في مالي تنطلق اليوم بالجزائر

+ -

 تنطلق اليوم بالجزائر العاصمة مفاوضات حل سياسي للأزمة في مالي بين حكومة باماكو و6 تنظيمات معارضة، في إطار مساعي استكمال الحوار قصد الوصول إلى أرضية تفاهم يرتقب عرضها في مفاوضات نهائية بباماكو، وفقا لخطة طريق زكتها الجزائر في اجتماعات سابقة.يشارك في المفاوضات 6 وزراء ممثلين عن حكومة باماكو يقودهم وزير الخارجية عبد الله ديوب، وقادة 6 تنظيمات مسلحة سبق لها أن أبرمت ”إعلان الجزائر” الشهر الماضي والمتضمن الأرضية المطلبية المنتظر رفعها لممثلي حكومة باماكو اليوم، ومن أهم الحركات المنتظر جلوسها على طاولة المفاوضات ”الحركة العربية للأزواد”، ”التنسيقية من أجل شعب الأزواد”، ”تنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة”، ”الحركة الوطنية لتحرير الأزواد”، ”المجلس الأعلى لتوحيد الأزواد”.وباشرت الجزائر جهودا حثيثة من أجل الدفع بالحوار بين الماليين إلى حل سياسي يبعد شبح التدخل العسكري الأجنبي مرة أخرى، بينما تباشر المفاوضات المباشرة بين أطراف الأزمة المالية بعد عقد وزراء خارجية ”دول الساحل” وهي: الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا وبوركينافاسو وتشاد، بحضور ممثلين عن الاتحاد الإفريقي وبعثة الأمم المتحدة إلى مالي اجتماعا بالعاصمة الجزائر شهر جوان، خصص لبحث أزمة شمال مالي، وألح المجتمعون على أطراف النزاع في مالي الجلوس إلى طاولة المفاوضات.واستفيد أن الجلسة الافتتاحية من الحوار ينتظر أن تعقد مساء الأربعاء، بينما يشرع في المفاوضات صباح الخميس وفقا لخارطة طريق. وموازاة مع المفاوضات تشهد الجبهة السياسية في مالي غليانا إثر رفض أحزاب المفاوضات مع ”المتمردين”، وذهبت قيادات حزبية إلى أن اتهمت الرئيس إبراهيم بوبكر كايتا بالتآمر على الماليين ومنح المتمردين حكما ذاتيا.والجزائر أكثر من غيرها تشعر أنها معنية بالأساس بإنهاء الأزمة الأمنية شمالي مالي، باعتبار الأزمة نافذة لتسلل التنظيمات الإرهابية إلى التراب الجزائري عبر حدود شاسعة سخرت لها الجزائر إمكانات عسكرية هائلة، لكن ومع بروز أزمة أمنية على حدودها الشرقية مع ليبيا، تسعى الحكومة الجزائرية إلى تخفيف الضغط على منظومة المراقبة الأمنية جنوبا، وتركيز الاهتمام على الجبهة الشرقية على الحدود مع ليبيا التي تعرف خطرا متناميا.واللافت هذه المرة، إحاطة المفاوضات بمراقبين دوليين بحضور ممثل عن الأمم المتحدة، وبمشاركة مجموعة غرب إفريقيا وفرنسا، بينما يتزامن اجتماع اليوم مع تنقل وزير الدفاع الفرنسي جان لوديران إلى باماكو للتوقيع على اتفاقية ”برخان” مع ممثلي حكومة باماكو، وهو بمثابة استكمال لعملية ”سرفال” التي بدأها الجيش الفرنسي شمال مالي قبل عامين. وسيكون قائد عملية ”برخان” موجودا بالعاصمة التشادية نجامينا من أجل بعث قوة عسكرية قوامها 3 آلاف جندي، يشارك بها 5 بلدان إفريقية هي: موريتانيا، مالي، بوركينافاسو، النيجر وتشاد. كما سيقوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند غدا الخميس بجولة إلى 3 بلدان افريقية هي كوديفوار والنيجر وتشاد لبحث الأوضاع الأمنية، ومازالت الهدنة بين التنظيمات المسلحة شمال مالي وحكومة باماكو قائمة، بعد أن اشتعلت في الأسابيع الماضية نيران حرب ضروس، لكن مساعي دول الساحل وخاصة الجزائر كللت بتوقيع هدنة قائمة لحد الآن على أساس الشروع في مفاوضات. وتم ترسيم الهدنة من جانب الحركات الأزوادية ضمن ”إعلان الجزائر” الراعية للاتفاق. وسيجلس ممثلو حكومة باماكو وممثلو الحركات المالية الست إلى طاولة مفاوضات المرحلة الأولى بداية من اليوم، ضمن مسار تفاوض تأمل الجزائر أن يؤول إلى تحقيق المصالحة بين الماليين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: