ذكر البروفيسور مصطفى خياطي أن أرشيف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي فتح على الباحثين، يكشف جوانب من الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، معتبرا أن الفرنسيين الذين غالبا ما يصفون المواقف الجزائرية بخصوص جرائم الاستعمار بالمبالغ فيها، يجدون أنفسهم أمام أرشيف موضوعي وضعه الجانب السويسري، ويُقر استنادا إلى عمل ميداني أن جرائم فرنسا يمكن وصفها فعلا بجرائم ضد الإنسانية.
كشف البروفيسور مصطفى خياطي، أمس، بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية ببن عكنون، في ندوة حول “الانتهاكات الفرنسية لحقوق الإنسان إبان الثورة التحريرية”، أنه تمكن من الاطلاع على أربعة آلاف وثيقة من أرشيف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منذ أن افتتح على الباحثين سنة 2004، موضحا أنه استغل هذا الأرشيف لتأليف ستة كتب حول تجاوزات الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وقد صدرت حديثا عن منشورات “هومة”. وكشف البروفيسور خياطي بالمناسبة، أن فرنسا سجنت ما بين خمسة وعشرين ألفا، وخمسة وأربعين ألف مناضل وطني خلال حرب التحرير، بينما حكمت بالإعدام على مائتي ألف سجين، وأعدمت مائتين منهم، موضحا أن السلطات الاستعمارية خرقت المادة الثالثة من اتفاقية جنيف بخصوص حقوق المساجين، بحجة أن ما كان يحدث في الجزائر عبارة عن شأن داخلي. ومن جهته قدم الدكتور جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للبحث في تاريخ الحركة الوطنية وحرب التحرير، لمحة عن تجاوزات الاستعمار الفرنسي منذ أن حط رحاله بالجزائر سنة 1830، معتبرا أن الظاهرة الاستعمارية في حد ذاتها عبارة عن انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وجريمة ضد الإنسانية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات