38serv
غاية علاج الإنسان لنفسه ولغيره حراسة البدن إلى أن يصل إلى هذه الحالة، لا أنّه يستلزم بقاء الحرارة والرّطوبة اللّتين بقاء الشّباب والصحّة والقوّة بهما، فإنّ هذا لم يحصل لبشر في هذه الدّار، وإنّما غاية الطبيب أن يحمي الرّطوبة عن مفسداتها من العفونة وغيرها، ويحمي الحرارة عن مضعفاتها ويعدّل بينهما بالعدل في التّدبير الّذي به قام بدن الإنسان، كما أن به قامت السّماوات والأرض وسائر المخلوقات. إنّما قوامها بالعدل.
ومن تأمّل هدى الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم وجده أفضل هُدًى على الإطلاق يمكن حفظ الصحّة به، فإن حفظها موقوف على حسن تدبير المطعم والمشرب، والملبس والمسكن، والهواء والنّوم، واليقظة، والحركة والسّكون والمنكح، والاستفراغ والاحتباس، فإذا حصلت هذه على الوجه المعتدل الموافق الملائم للبدن والبلد والسن والعادة، كان أقرب إلى داوم الصحّة أو غلبتها إلى انقضاء الأجل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات