38serv
شددتُ الرّحال فى هذا الشهر الكريم إلى مدينة الشمس بقصر البخاري الغنية بالتناقضات والغرائب والعجائب، فهى شبيهة بـ“كويتة” الهندية. غير أني أعيش جسديا وروحيا فى الهضبة المنسية بالقصر العتيق، حيث أزور مساجدها العتيق ومحمد البخاري وزاوية الشيخ الموسوم وسيدي الطويل وسي الموّاز. وأقضي وقتا طويلا بين زنقاتها ودروبها وأقواسها وأسوارها. وأطمئن على البئر التاريخي الاباضي، حيث أغرف منه ما طاب، لتحضر أم هانئ منه قهوة زكية تفوح برائحة الشيح والهيل والحبق، فالقهوة الشاذلية لا تحلو إلا به. وفى المساءات أوزع وقتي بين قراءة تفسير ابن عباس ومراجعة مخطوطاتي الجديدة وهي “رحلة إلى وادي الجن.. ستون يوما في مرابع عنترة وحاتم الطائي”، سردت فيها مغامراتى إلى بلاد حائل بالمملكة العربية السعودية. كما أشتغل على مخطوط آخر بعنوان “المدية.. أسماء وأماكن” بالاشتراك مع صديقي الاعلامي بوبكر سكيني. بعد صلاة التراويح أستمتع في جلساتي بأيقونات المدينة، لنغوص معا فى حفريات التاريخ أجمعُ فيها ما تفرق وتشتت طمعا فى توثيقها فى الطبعة الثانية من كتاب “قصر البخاري مدينة الشمس”، هروبا من واقع بائس وقاتم وعبثي، في انتظار أن تبعث هليوبوليس من جديد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات